responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 22
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل [1]) ) .
ومن ذهب إلى أنّ قوله تعالى {بسم الله الرحمن الرحيم} أوّل آية من سورة الفاتحة؛ فيكون قوله تعالى {الحمد لله رب العالمين} الآية الثانية، وقد ذكروا مناسبة ورود الحمد بعد البسملة بأنه لما كانت البسملة نوعاً من الحمد ناسب تعقيبها وإردافها باسم الحمد الكليّ {الحمد لله} الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال [2] . وهي مناسبة لطيفة سائغة.
وإضافة إلى ما سبق ذكره فبالنظر إلى ما من أجله سميت الفاتحة بأمّ القرآن لاشتمال محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواع: الثناء على الله ثناء جامعاً لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه عن جميع النقائص، ولإثبات تفرّده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء، وذلك من قوله {الحمد لله رب العالمين} إلى قوله {مالك يوم الدين} ، والأوامر والنواهي من قوله {إياك نعبد} ، والوعد والوعيد من قوله {صراط الذين أنعمت عليهم} إلى آخرها، فهذه هي أنواع مقاصد القرآن [3] . فبذلك كان الحمد لله هو أحد أركان هذه المقاصد بل من أولاها وأحراها بالتقديم لصلته وارتباطه بذات الله ـ تعالى ـ وإثبات صفات الكمال لها وتنزيهه عن كل نقص. وبهذا النظر يثبت للمتأمّل من هذه الجهة سرٌّ آخر من أسرار تقدّم الحمد ووجوده في هذا المقام الأعلى. والله أعلم بمراده.

[1] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الصلاة – باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث (35) (صحيح مسلم بشرح النووي ج2 ص27) .
[2] انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي ج1 ص 14؛ روح المعاني للآلوسي ج1 ص 67.
[3] انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور ج1 ص 133.
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست