responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير التفسير المؤلف : القطان، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 467
الدابة: كل ما يدب على الأرض من الحيوان. الطائر كل ذي جناح الأمم: واحدها أُمة: وهي كل جماعة يجمعهم امر واحد، كزمان أو مكان، أو صفات أو مصالح التقريط: التقصر. الكتاب: اللوح المحفوظ يحشرون: يجمعون.
بعد ان بين سبحانه وتعالى انه قادر على انزال الآيات اذا رأيى من الحكمة والمصلحة انزالها- ذكرهنا ما هو كالدليل على ذلك، فأرشد الى عموم قدرته وشمول علمه وتدبيره في ما اوجد من مخلوقات على الأرض، أو في الفضاء.
ان أقوي دليلٍ على قدرة الله وحكمته، أنه خلَق كل شيء، وليس من حيوان يدب في ظاهر الأرض وباطنها، او طائر يسبح في الهواء- الا خلقها الله جماعات تماثلكم أيها البشَر، وجعل لها خصائصها ومميزاتها ونظام حياتها. إنه لم يترك في الكتاب المحفوظ شيئاً إلا ذكره. وان كانوا قد كذّبوا، فسوف يُحشرون مع كل الامم للحساب يوم القيامة.
{والذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظلمات. . .} .
والذين لم يصدّقوا بآياتنا الواضحة الدالة على قدرتنا، لم ينتفعوا بحواسهم من معرفة الحق فتخبّطوا في ضلال الشرك ولعناد تخبُّط الأصم والابكم في الظلمات الحالكة: ظلمة الوثنية، وظلمة الجاهلية، والكفر، والجحود. وهؤلاء لا نجاة لهم من الهلاك. ولو كان لديهم أي استعداد للخير لوفّقهم الله اليه. فانه سبحانه إذا أراد إضللال إنسان لفساد قصده، تركه وشأنه. وإذا أراد هدايته لسلامة قصده، يسّر له السير في طريق الايمان الواضح المستقيم.
وهذه الآية الكريمة وامثالها ترشدنا الى البحث في طباع الأحياء لنزاداد علماً بسنُن الله وأسراره في خلقه، ونزداد بآياته إيمانا، ونعتبر بحال من لم يستفيدوا مما فضلهم الله بِهِ على الحيوان، وهو بالعقل، ومما جاء به الرسول الكريم من هدى وارشاد، وهو القرآن.

اسم الکتاب : تيسير التفسير المؤلف : القطان، إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست