اسم الکتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن المؤلف : فيصل المبارك الجزء : 1 صفحة : 79
عشر موضعًا {وَامْرَأَةً} بالهاء إلا سبعة مواضع، ... و {سنة} بالهاء، إلا خمسة مواضع، و (معصية) بالهاء إلا في موضعين. وكتب {الْمَلأُ} بالألف إلا أربعة مواضع، فإنها تكتب بالواو. وكتب في الذاريات {سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} بالألف، وما سواه بغير ألف. وكتب جميع ما في القرآن من ذكر الأيدي بياء واحدة إلا في الذاريات {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} فإنها كتبت بياءين والأصل كتبه بياء واحدة، وكتب في حم السجدة {سَمَاوَات} بالألف وما سواه كتبت ... {سموات} بغير ألف. وكتب {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} بغير واو، ... {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ} بالواو والألف. وكتب {الربوا} بواو بعدها ألف في كل القرآن إلا قوله: {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً} ، فإنه بغير واو، وكتب {إِنِ امْرُؤٌا هَلَكَ} و (يَتَفَيَّؤا ظِلاَلُهُ) و (تَفْتَؤا تَذْكُرُ) ... (وَيَدْرَؤا عَنْهَا) وما أشبهها بواو وألف، ولو كتب بالواو وحدها أو بالألف وحدها لجاز) .
إلى أن قال: (وإنما كتبت هذه الحروف بعضها على خلاف بعض، وفي الأصل واحدة؛ لأن الكتابة بالوجهين كانت جائزة عندهم، فكتبوا بعضها على وجه، وبعضها على وجه آخر جمعًا بين المذهبين، على أنهم كتبوا أكثرها على الأصل، وكل ما كتب في المصحف على أصل لا يقاس عليه غيره من الكلام؛ لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره، واتباع المصحف في هجائه واجب.
وقال جماعة من الأئمة: إن الواجب على القرّاء، والعلماء، وأهل الكتاب أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف، فإنه رسم زيد بن ثابت، وكان أمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكاتب وحيه، وعلم من هذا العلم بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يعلم غيره، فما كتب شيئًا من ذلك إلا لِعِلَّةٍ لطيفة وحكمة بليغة وإن قصر عنه رأينا، ألا ترى أنه لو كتب على (صلوتهم) (وأن صلوتك) بالألف بعد الواو، وبالألف من غير واو لما دل ذلك إلا على وجه واحد، وقراءة واحدة، والله تعالى أعلم) . انتهى ملخصًا.
وقال بعض العلماء:
والخط فيه معجز للناس ... وحائد عن مقتضى القياس
اسم الکتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن المؤلف : فيصل المبارك الجزء : 1 صفحة : 79