اسم الکتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن المؤلف : فيصل المبارك الجزء : 1 صفحة : 567
وقوله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} ما تبعتم الشيطان إلا قليلاً. قال قتادة: يقول: {لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ} كلكم. وقال الضحاك: هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، كانوا حدثوا أنفسهم بأمور من الشيطان، إلا طائفة منهم.
وقوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً} . قال قتادة: أي: عقوبة.
قال البغوي: (قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ} وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - واعد أبا سفيان بعد حرب أُحُد، موسم بدر الصغرى في ذي القعدة، فلما بلغ الميعاد، دعا الناس إلى الخروج، فكرهه بعضهم، فأنزل الله عز وجل: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ} ، أي: لا تدع جهاد العدو، والاستنصار للمستضعفين من المؤمنين، ولو وحدك، فإن الله قد وعدك النصرة، {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} على القتال أي: حضهم على الجهاد ورغبهم في الثواب، {عَسَى اللهُ} ، أي: لعل الله {أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ، أي: قتال
المشركين، وعسى من الله واجب. {وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً} ، أي: أشد صولة وأعظم سلطانًا، {وَأَشَدُّ تَنكِيلاً} ، أي: عقوبة) . انتهى ملخصًا.