responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن المؤلف : فيصل المبارك    الجزء : 1  صفحة : 228
يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الآخرة، حيث جعلوا له {أَندَاداً} ، أي: أمثالاً ونظراء، يعبدونهم معه ويحبونهم
كحبه، وهو الله لا إله إلا هو لا شريك له ولا ند له، فقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} . قال الربيع: هي الآلهة التي تعبد من دون الله، يقول: يحبون أوثانهم كحب الله {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} ، أي: من الكفار لأوثانهم. وقال مجاهد: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد، {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} من الكفار لأوثانهم.
قال ابن كثير: وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئًا، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجأون في جميع أمورهم إليه.
وقوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} ، أي: ولو يعلم الذين ظلموا باتخاذ الأنداد، {إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ} عاينوه يوم القيامة، {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} ، أي: لو يعلمون أن القدرة لله جميعًا، لا قدرة لأندادهم، {إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ} يوم القيامة لندموا أشد الندامة {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ} ، وهم: القادة {مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ} ، أي: الأتباع، {وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} ، أي: أسباب الخلاص، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} .
وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ،

اسم الکتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن المؤلف : فيصل المبارك    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست