responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 96
{قل} يَا مُحَمَّد للْيَهُود {يَا أهل الْكتاب هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ} تطعنون علينا وتعيبوننا {إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّه} إِلَّا لقبل إيمَاننَا بِاللَّه وَحده لَا شريك لَهُ {وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا} يَعْنِي الْقُرْآن {وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ} وَبِمَا أنزل من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن من جملَة الْكتب وَالرسل {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ} كلكُمْ {فَاسِقُونَ} كافرون

ثمَّ نزلت فِي مقالتهم وَمَا نعلم أهل دين من الْأَدْيَان أقل حظاً من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فَقَالَ الله {قُلْ} يَا مُحَمَّد للْيَهُود {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخْبركُم {بِشَرٍّ مِّن ذَلِك} مِمَّا قُلْتُمْ لمُحَمد وَأَصْحَابه {مَثُوبَةً عِندَ الله}

{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة} بِالْأَذَانِ وَالْإِقَامَة {اتَّخَذُوهَا هُزُواً} سخرية {وَلَعِباً} ضحكة وباطلاً {ذَلِك} الِاسْتِهْزَاء {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} أَمر الله وَلَا يعلمُونَ تَوْحِيد الله وَلَا دين الله نزلت هَذِه الْآيَة فِي رجل من الْيَهُود كَانَ يسخر بِأَذَان بِلَال فأحرقه الله بالنَّار

{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذين اتَّخذُوا دِينَكُمْ هُزُواً} سخرية {وَلَعِباً} ضحكة وباطلاً {مِّنَ الَّذين أُوتُواْ} أعْطوا {الْكتاب مِن قَبْلِكُمْ} يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى {وَالْكفَّار} وَسَائِر الْكفَّار {أَوْلِيَآءَ} فِي العون والنصرة {وَاتَّقوا الله} واخشوا الله فِي ولايتهم {إِن كُنتُم} إِذا كُنْتُم {مُّؤْمِنِينَ}

ثمَّ نزلت فِي عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه أَسد وَأسيد أَو ثَعْلَبَة بن قيس وَغَيرهم بعد مَا جفاهم الْيَهُود فَقَالَ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله} حافظكم وناصركم ومؤنسكم الله {وَرَسُولُهُ وَالَّذين آمَنُواْ} أَبُو بكر وَأَصْحَابه {الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة} الصَّلَوَات الْخمس {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة} يُعْطون زَكَاة أَمْوَالهم {وَهُمْ رَاكِعُونَ} يصلونَ الصَّلَوَات الْخمس فِي الْجَمَاعَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ} أَسد وغَطَفَان وأناس من كِنْدَة ومرار {مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} بعد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - {فَسَوْفَ يَأْتِي} يَجِيء {الله بِقَوْمٍ} يَعْنِي أهل الْيمن {يُحِبُّهُمْ} الله {وَيُحِبُّونَهُ} أَي يحبونَ الله {أَذِلَّةٍ} رحيمة مشفقة {عَلَى الْمُؤمنِينَ} مَعَ الْمُؤمنِينَ {أَعِزَّةٍ} أشدة {عَلَى الْكَافرين يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله} أَي عاطفين فِي طَاعَة الله {وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائم} {ذَلِك} الَّذِي ذكرت من الْحبّ وَالْأَمر وَغير ذَلِك {فَضْلُ الله} من الله تَعَالَى {يُؤْتِيهِ} يُعْطِيهِ {مَن يَشَآءُ} من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَالله وَاسِعٌ} جواد بعطيته {عَلِيمٌ} لمن يُعْطي

{وَيَقُولُ الَّذين آمَنُواْ} المخلصون لِلْمُنَافِقين عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه {أَهَؤُلَاءِ} يَعْنِي الْمُنَافِقين {الَّذين أَقْسَمُواْ بِاللَّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} شدَّة أَيْمَانهم إِذا حلف الرجل بِاللَّه فقد جهد يَمِينه {إِنَّهُمْ} يَعْنِي الْمُنَافِقين {لَمَعَكُمْ} مَعَ المخلصين على دينكُمْ فِي السِّرّ {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} بِطَلَب حسناتهم فِي الدُّنْيَا {فَأَصْبحُوا خاسرين} فصاروا مغبونين بالعقوبة

{يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يبادرون فيهم فِي ولايتهم {يَقُولُونَ} يَقُول بَعضهم لبَعض {نخشى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} شدَّة فَلذَلِك نتخذهم أَوْلِيَاء {فَعَسَى الله} وَعَسَى من الله وَاجِب {أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْح} فتح مَكَّة والنصرة لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} أَو عَذَاب على بني قُرَيْظَة وَالنضير بِالْقَتْلِ والإجلاء من عِنْده {فَيُصْبِحُواْ} فيصيروا يَعْنِي الْمُنَافِقين {على مَآ أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ} من ولَايَة الْيَهُود {نَادِمِينَ} بعد مَا افتضحوا

{وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذين آمَنُواْ} أَبَا بكر وَأَصْحَابه فِي العون والنصرة {فَإِنَّ حِزْبَ الله} جند الله {هُمُ الغالبون} على أعدائهم يَعْنِي مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست