ثمَّ ذكر كراهيتهم لِلْخُرُوجِ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالموافاة إِلَى بدر الصُّغْرَى فَقَالَ {أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر يَا مُحَمَّد {إِلَى الَّذين} عَن الَّذين {قِيلَ لَهُمْ} قلت لَهُم بِمَكَّة لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ وَسعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ وَقُدَامَة بن مَظْعُون الجُمَحِي ومقداد بن الْأسود الْكِنْدِيّ وَطَلْحَة بن عبد الله التَّيْمِيّ {كفوا أَيْدِيَكُمْ} عَن الْقَتْل وَالضَّرْب فَإِنِّي لم أومر بِالْقِتَالِ {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاة} أَتموا الصَّلَوَات الْخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وَمَا يجب فِيهَا من مواقيتها {وَآتُواْ الزَّكَاة} أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم {فَلَمَّا كُتِبَ} فرض {عَلَيْهِمُ} بِالْمَدِينَةِ {الْقِتَال} الْجِهَاد فِي سَبِيل الله {إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ} طَائِفَة مِنْهُم طَلْحَة بن عبد الله {يَخْشَوْنَ النَّاس} يخَافُونَ أهل مَكَّة {كَخَشْيَةِ الله} كخوفهم من الله {أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} بل أَكثر خوفًا
{وَإِنَّ مِنْكُمْ} يَا معشر الْمُؤمنِينَ {لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ} يَقُول ليتثاقلن عَن الْخُرُوج فِي سَبِيل الله عبد الله بن أبي وينتظر مَا يُصِيبكُم فِي السّريَّة {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ} فِي السّريَّة {مُّصِيبَةٌ} الْقَتْل والهزيمة والشدة {قَالَ} عبد الله بن أبي {قَدْ أَنْعَمَ الله} من الله {عَلَيَّ} بِالْجُلُوسِ {إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ} فِي تِلْكَ السّريَّة {شَهِيداً} حَاضرا
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 74