responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
ثمَّ حثهم على الصَّبْر فِي الْجِهَاد والمرازي فَقَالَ {يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُواْ} بِمُحَمد وَالْقُرْآن {اصْبِرُوا} على الْجِهَاد مَعَ نَبِيكُم {وَصَابِرُواْ} كاثروا وغالبوا على عَدوكُمْ {وَرَابِطُواْ} أَنفسكُم على عَدوكُمْ مَعَ نَبِيكُم مَا أَقَامُوا وَيُقَال اصْبِرُوا على أَدَاء الْفَرَائِض وَاجْتنَاب الْمعاصِي وَصَابِرُوا غالبوا وكاثروا أهل الْأَهْوَاء والبدع وَرَابطُوا الْخُيُول فِي سَبِيل الله {وَاتَّقوا الله} أطِيعُوا الله فِيمَا أَمركُم فَلَا تتركوه {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} لكَي تنجوا من السخطة وَالْعَذَاب
السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا النِّسَاء وَهِي كلهَا مَدَنِيَّة وكلماتها ثَلَاثَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَأَرْبَعُونَ وحروفها سِتَّة عشر ألفا وَثَلَاثُونَ حرفا

{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم {

{وَآتُواْ} أعْطوا {النسآء صَدُقَاتِهِنَّ} مهورهن {نِحْلَةً} هبة لَهُنَّ من الله فَرِيضَة عَلَيْكُم {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ} فَإِن أحللن لكم من الْمهْر شَيْئا {نَفْساً} بِطيبَة النَّفس {فَكُلُوهُ هَنِيئًا}

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} أَن لَا تعدلوا بَين الْيَتَامَى فِي حفظ الْأَمْوَال فَكَذَلِك خَافُوا أَن لَا تعدلوا بَين النِّسَاء فِي النَّفَقَة وَالْقِسْمَة وَكَانُوا يَتَزَوَّجُونَ من النِّسَاء مَا شَاءُوا تسعا أَو عشرا وَكَانَ تَحت قيس ابْن الْحَرْث ثَمَان نسْوَة فنهاهم الله عَن ذَلِك وَحرم مَا فَوق الْأَرْبَعَة فَقَالَ {فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ} فتزوجوا مَا أحل الله لكم {مِّنَ النسآء مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} يَقُول وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا لَا يُزَاد على ذَلِك {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ} بَين أَربع نسْوَة فِي الْقِسْمَة وَالنَّفقَة {فَوَاحِدَةً} فتزوجوا امْرَأَة وَاحِدَة حرَّة {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} من الْإِمَاء لَا قسْمَة لَهُنَّ عَلَيْكُم وَلَا عدَّة لكم عَلَيْهِنَّ {ذَلِك} تَزْوِيج الْوَاحِدَة {أدنى} أَحْرَى {أَلاَّ تَعُولُواْ} لَا تميلوا وَلَا تَجُورُوا بَين أَربع من النِّسَاء فِي الْقِسْمَة وَالنَّفقَة

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس} عَام وَقد يكون خَاصّا {اتَّقوا رَبَّكُمُ} أطِيعُوا ربكُم {الَّذِي خَلَقَكُمْ} بالتناسل {مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} من نفس آدم وَحدهَا وَكَانَت نفس حَوَّاء فِيهَا {وَخَلَقَ مِنْهَا} من نفس آدم {زَوْجَهَا} حَوَّاء {وَبَثَّ مِنْهُمَا} خلق بالتوالد من آدم وحواء {رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً} خلقا كثيرا ذكرا وَأُنْثَى {وَاتَّقوا الله} أطِيعُوا الله {الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ} بِحَق الله الْحَوَائِج والحقوق بَعْضكُم من بعض {والأرحام} بِحَق الْقرْبَة والأرحام إِن قُرِئت بِنصب الْمِيم يَقُول وصلوا الْأَرْحَام وَلَا تقطعوها معطوفة إِلَى قَوْله وَاتَّقوا الله {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} حفيظاً يسألكم عَمَّا أَمركُم من الطَّاعَة وصلَة الْأَرْحَام

ثمَّ نعت من آمن من أهل الْكتاب عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه فَقَالَ {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّه وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ} الْقُرْآن {وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ} من الْكتاب التَّوْرَاة (خَاشِعِينَ للَّهِ) متواضعين ذليلين لله فِي الطَّاعَة {لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ الله} بكتمان صفة مُحَمَّد ونعته فِي الْكتاب {ثَمَناً قَلِيلاً} عرضا يَسِيرا من المأكلة {أُولَئِكَ لَهُم أجرهم} ثوابهم {عِنْد رَبهم} فِي الْجنَّة {إِنَّ الله سَرِيعُ الْحساب} إِذا حاسب فحسابه سريع

من الثَّوَاب {خَيْرٌ لِّلأَبْرَار} للموحدين مِمَّا أعطي الْكفَّار فِي الدُّنْيَا

{وَآتُواْ الْيَتَامَى} أعْطوا الْيَتَامَى {أَمْوَالَهُمْ} الَّتِي عنْدكُمْ بعد الرشد والبلاغ {وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبيث بالطيب} يَعْنِي لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالهم الْحَرَام وتتركوا أَمْوَالكُم الْحَلَال {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} أَي مَعَ أَمْوَالكُم بالتخليط {إِنَّهُ كَانَ} يَعْنِي أكل مَال الْيَتِيم ظلما {حُوباً كَبِيراً} ذَنبا عَظِيما عِنْد الله بالعقوبة نزلت فِي رجل من غطفان كَانَ عِنْده مَال كثير لِابْنِ أَخ لَهُ يَتِيم فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة قَالُوا نعزل الْيَتَامَى مَخَافَة الْإِثْم فَنزل الله

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست