responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
{إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ} أضمرت قبيلتان من الْمُؤمنِينَ بَنو سَلمَة وَبَنُو حَارِثَة {أَن تَفْشَلاَ} أَن تجبنا عَن قتال الْعَدو يَوْم أحدٌ {وَالله وليهما} حفاظهما ولاهما عَن ذَلِك {وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وعَلى الْمُؤمنِينَ أَن يتوكلوا على الله فِي النُّصْرَة وَالْفَتْح

{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} خرجت من الْمَدِينَة يَوْم أحد {تبوئ الْمُؤمنِينَ} تتَّخذ للْمُؤْمِنين بِأحد {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} أمكنة لقِتَال عدوهم {وَالله سَمِيعٌ} لمقالتكم {عَلِيمٌ} بِمَا يُصِيبكُم وبترككم المركز

{وَمَا جَعَلَهُ الله} مَا ذكر الله المدد {إِلاَّ بشرى لَكُمْ} بالنصرة {وَلِتَطْمَئِنَّ} لتسكن {قُلُوبُكُمْ بِهِ} بالمدد {وَمَا النَّصْر} بِالْمَلَائِكَةِ {إِلاَّ مِنْ عِنْد الله}

{بلَى} يكفيكم {إِن تَصْبِرُواْ} مَعَ نَبِيكُم فِي الْحَرْب {وَتَتَّقُواْ} مَعْصِيَته ومخالفته {وَيَأْتُوكُمْ} يَعْنِي أهل مَكَّة {مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا} من وَجه مَكَّة {يُمْدِدْكُمْ} ينصركم {رَبُّكُمْ} على عَدوكُمْ {بِخَمْسَةِ آلَاف مِّنَ الْمَلَائِكَة مُسَوِّمِينَ} معلمين وَيُقَال متعممين بعمائم الصُّوف

{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ} يَوْم أحد {أَلَنْ يَكْفِيكُمْ} مَعَ عَدوكُمْ {أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} أَن ينصركم ربكُم {بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَة مُنزَلِينَ} من السَّمَاء لنصرتكم

بالْكفْر وَمنع حق الله من الزَّرْع

{إِن تَمْسَسْكُمْ} تصبكم {حَسَنَةٌ} الْفَتْح وَالْغنيمَة {تَسُؤْهُمْ} ساءهم ذَلِك يَعْنِي الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ {وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} الْقَحْط والجدوبة وَالْقَتْل والهزيمة {يَفْرَحُواْ بِهَا} يعجبوا بهَا {وَإِن تَصْبِرُواْ} على أذاهم {وَتَتَّقُواْ} مَعْصِيّة الله {لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} عداوتهم وصنيعتهم شَيْئا {إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ} من الْمُخَالفَة والعداوة {مُحِيطٌ} عَالم

{هَا أَنْتُم أولاء} أَنْتُم يَا معشر الْمُؤمنِينَ {تُحِبُّونَهُمْ} يَعْنِي الْيَهُود لقبل الْمُصَاهَرَة وَالرضَاعَة {وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ} لقبل الدّين {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكتاب كُلِّهِ} تقرون بجملة الْكتاب وَالرسل وهم لَا يقرونَ بذلك {وَإِذَا لَقُوكُمْ} يَعْنِي مُنَافِق الْيَهُود {قَالُوا آمَنَّا} بِمُحَمد وَالْقُرْآن وَأَن صفته ونعته فِي كتَابنَا {وَإِذَا خَلَوْاْ} رَجَعَ بَعضهم إِلَى بعض {عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأنامل} أَطْرَاف الْأَصَابِع {مِنَ الغيظ} من الحنق {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ} بحنقكم {إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور} بِمَا فِي الْقُلُوب من البغض والعداوة

ثمَّ نهى الله الْمُؤمنِينَ الْأَنْصَار وَغَيرهم عَن محادثة الْيَهُود وإفشاء السِّرّ إِلَيْهِم فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ} يَعْنِي الْيَهُود {بِطَانَةً} وليجة {مِّن دُونِكُمْ} من دون الْمُؤمنِينَ المخلصين {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} لَا يتركون الْجهد فِي فسادكم {وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ} تمنوا أَن أثمتم وأشركتم كَمَا أشركوا {قَدْ بَدَتِ} ظَهرت {البغضآء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} على ألسنتهم بالشتم والطعن {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} مَا يضمرون فِي قُلُوبهم من البغض والعداوة {أَكْبَرُ} من ذَلِك {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} أَي عَلامَة الْحَسَد {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} مَا يقْرَأ عَلَيْكُم وَيُقَال قد بَينا لكم الْآيَات يَعْنِي الْأَمر وَالنَّهْي إِنْ كُنْتُمْ تعقلون لكَي تعلمُوا مَا آمركُم بِهِ

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ} يَوْم بدر {وَأَنْتُمْ أَذِلَّة} قَليلَة ثلثمِائة وَثَلَاث عشر رجلا {فَاتَّقُوا الله} فاخشوا الله فِي أَمر الْحَرْب وَلَا تخالفوا السُّلْطَان الَّذِي مَعكُمْ {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لكَي تشكروا نصرته وَنعمته

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست