responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
لمن تَابَ مِنْهُم {رَّحِيمٌ} لمن مَاتَ على التَّوْبَة

{قُلْ} يَا مُحَمَّد {صَدَقَ الله} فِي قَوْله مَا كَانَ إبْرَاهِيم يَهُودِياً وَلاَ نصْرَانِياً وَيُقَال قل يَا مُحَمَّد صدق الله فِيمَا قَالَ من التَّحْرِيم والتحليل {فاتبعوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} دين إِبْرَاهِيم {حَنِيفاً} يَعْنِي مُسلما {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْركين} على دينهم

{قل يَا أهل الْكتاب لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله} بِمُحَمد وَالْقُرْآن {وَالله شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} فِي الْكفْر من الكتمان والمعاصي

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} عَلَامَات مبينات وَله {مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} وحطيم إِسْمَاعِيل وَالْحجر الْأسود {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} من أَن يهاج فِيهِ {وَللَّهِ على النَّاس} عل الْمُؤمنِينَ {حِجُّ الْبَيْت} الذّهاب إِلَى الْبَيْت {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} بلاغاً وسيراً بالزاد وَالرَّاحِلَة وَترك الفقة لِعِيَالِهِ إِلَى أَن يرجع {وَمَن كَفَرَ} بِاللَّه وَبِمُحَمَّدٍ وَالْقُرْآن وبفريضة الْحَج {فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَن الْعَالمين} عَن إِيمَانهم وحجهم

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ} مَسْجِد {وُضِعَ لِلنَّاسِ} بني للْمُؤْمِنين {لَلَّذِي بِبَكَّةَ} يَقُول الَّذِي هُوَ ببكة وبكة هُوَ مَوضِع الْكَعْبَة وَإِنَّمَا سمي بكة لِأَن النَّاس يَبْكُونَ بَعضهم على بعض من الزحام فِي الطوف {مُبَارَكاً} يَعْنِي مَوضِع الْكَعْبَة فِيهِ الْمَغْفِرَة وَالرَّحْمَة {وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} قبْلَة لكل نَبِي وَرَسُول وصديق وَمُؤمن

فَقَالَ الله {فَمَنِ افترى} اختلق {عَلَى الله الْكَذِب مِن بَعْدِ ذَلِكَ} من بعد الْبَيَان فِي التَّوْرَاة أَنهم كاذبون {فَأُولَئِك هُمُ الظَّالِمُونَ} الْكَافِرُونَ الْكَاذِبُونَ على الله

{كُلُّ الطَّعَام كَانَ حِلاًّ لبني إِسْرَائِيلَ} كل طَعَام حَلَال الْيَوْم على مُحَمَّد وَأمته كَانَ حَلَالا على بني إِسْرَائِيل أَوْلَاد يَعْقُوب {إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ} يَعْقُوب {على نَفْسِهِ} بِالنذرِ {مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاة} من قبل نزُول التَّوْرَاة على مُوسَى حرم يَعْقُوب لحم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا على نَفسه فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيَهُود فَقَالَ مَا الَّذِي حرم إِسْرَائِيل على نَفسه من الطَّعَام فَقَالُوا مَا حرم إِسْرَائِيل على نَفسه شَيْئا من الطَّعَام وكل مَا هُوَ الْيَوْم حرَام علينا من نَحْو لحم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا وشحوم الْبَقر وَالْغنم وَغير ذَلِك كَانَ حَرَامًا على كل نَبِي من آدم إِلَى مُوسَى صلوَات الله عَلَيْهِم وتستحلونه أَنْتُم وَادعوا تَحْرِيم ذَلِك فِي التَّوْرَاة فَقَالَ الله لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {قل} لَهُم {فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ فاتلوها} فاقرءوا تَحْرِيم مَا ادعيتم فِيهَا {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} فِيمَا تدعون فَلم يَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ وَعَلمُوا أَنهم كَانُوا كاذبين لَيْسَ فِيهَا مَا يَقُولُونَ

ثمَّ حث الْمُؤمنِينَ على النَّفَقَة فِي سَبِيل الله فَقَالَ {لَن تَنَالُواْ الْبر} يَعْنِي مَا عِنْد الله من الثَّوَاب والكرامة وَالْجنَّة حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون من المَال وَيُقَال لن تنالوا الْبر لن تبلغوا إِلَى التَّوَكُّل وَالتَّقوى {حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ} شَيْئا من المَال {فَإِنَّ الله بِهِ} وبنياتكم {عَلِيمٌ} يَقُول أَي شَيْء تُرِيدُونَ بِهِ وَجه الله أَو مِدْحَة النَّاس

{إِنَّ الَّذين كَفَرُواْ} بِاللَّه {بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} بِاللَّه {ثُمَّ ازدادوا كُفْراً} ثمَّ استقاموا على الْكفْر {لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} مَا أَقَامُوا على ذَلِك {وَأُولَئِكَ هُمُ الضآلون} عَن الْهدى وَالْإِسْلَام

{قل يَا أهل الْكتاب لِمَ تَصُدُّونَ} تصرفون {عَن سَبِيلِ الله} عَن دين الله وطاعته {مَنْ آمَنَ} بِاللَّه وَبِمُحَمَّدٍ وَالْقُرْآن {تَبْغُونَهَا عِوَجاً} تطلبونها غياً وزيفاً {وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ} تعلمُونَ ذَلِك فِي الْكتاب

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} بِاللَّه وَالرَّسُول {وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ} بِاللَّه وَالرَّسُول {فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْض} وزن الأَرْض {ذَهَباً وَلَوِ افتدى بِهِ} يَقُول لَو نادوا بِهِ لتبقية أنفسهم لَا يقبل مِنْهُم {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم {وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ} من مانعين من عَذَاب الله نزلت من قَوْله وَمن يبتغ غير الْإِسْلَام دينا إِلَى هَهُنَا فِي عشرَة نفر من الْمُنَافِقين طعمة وَأَصْحَابه رجعُوا من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة مرتدين عَن دينهم الْإِسْلَام فَمَاتَ بَعضهم على ذَلِك وَقتل بَعضهم على ذَلِك وَأسلم بَعضهم بعد ذَلِك

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست