{كَلاَّ} لَا تفعل هَكَذَا يَقُول لَا تقبل على الَّذِي اسْتغنى عَن الله فِي نَفسه وَتعرض عَمَّن يخْشَى الله فَكَانَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكرم ابْن أم مَكْتُوم بعد ذَلِك وَيحسن إِلَيْهِ كلا حَقًا {إِنَّهَا} يَعْنِي هَذِه السُّورَة {تَذْكِرَةٌ} عظة من الله للغني وَالْفَقِير
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ} فَمن شَاءَ الله لَهُ أَن يتعظ اتعظ
{فَي صُحُفٍ} يَقُول الْقُرْآن مَكْتُوب فِي كتب من أَدَم {مُّكَرَّمَةٍ} كَرِيمَة على الله
{فَإِنَّ الْجنَّة هِيَ المأوى} مأوى من كَانَ هَكَذَا
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {عبس} يَقُول كلح مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجهه {وَتَوَلَّى} أعرض بِوَجْهِهِ
{فَأَمَّا مَن طَغى} علا وتكبر وَكفر بِاللَّه هُوَ النَّضر بن الْحَارِث بن عَلْقَمَة
{أَن جَآءَهُ الْأَعْمَى} إِذْ جَاءَهُ عبد الله ابْن أم مَكْتُوم وَهُوَ عبد الله بن شُرَيْح وَأم مَكْتُوم كَانَت أم أَبِيه وَذَلِكَ أَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ جَالِسا مَعَ ثَلَاثَة نفر من أَشْرَاف قُرَيْش مِنْهُم الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَمه وَأُميَّة بن خلف الجمحى وَصَفوَان ابْن أُميَّة وَكَانُوا كفَّارًا فَكَانَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعِظهُمْ ويدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فجَاء ابْن أم مَكْتُوم فَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي مِمَّا علمك الله فَأَعْرض النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِوَجْهِهِ عَنهُ اشتغالاً بهؤلاء النَّفر فَنزل فِيهِ عبس كلح مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِوَجْهِهِ وَتَوَلَّى أعرض بِوَجْهِهِ عَن عبد الله أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى ابْن أم مَكْتُوم