responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
{وَإِنَّ مِنْهُمْ} من الْيَهُود {لَفَرِيقاً} طَائِفَة كَعْبًا وَأَصْحَابه {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ} يحرفُونَ ألسنتهم {بِالْكتاب} بِقِرَاءَة صفة الرِّجَال فِي الْكتاب {لِتَحْسَبُوهُ} لكَي تظنه السفلة أَنه {مِنَ الْكتاب وَمَا هُوَ مِنَ الْكتاب وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ} فِي التَّوْرَاة {وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله} فِي التَّوْرَاة {وَيَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِب وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أَن لَيْسَ ذَلِك فِي كِتَابهمْ وَيُقَال نزلت فِي الحبرين الفقيرين اللَّذين غيرا صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّوْرَاة

{بلَى} رد عَلَيْهِم {مَنْ أوفى بِعَهْدِهِ} يَقُول وَلَكِن من أوفى بعهده فِيمَا بَينه وَبَين الله أَو بَينه وَبَين النَّاس {وَاتَّقَى} عَن نقض الْعَهْد بالخيانة وَترك الْأَمَانَة {فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} عَن نقض الْعَهْد والخيانة وَترك الْأَمَانَة وَهُوَ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه

ثمَّ نزل فِي مقالتهم نَحن على دين إِبْرَاهِيم وأمرنا إِبْرَاهِيم بِهَذَا الدّين فَقَالَ الله {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} من الْأَنْبِيَاء {أَن يُؤْتِيهُ الله} يُعْطِيهِ الله {الْكتاب وَالْحكم} الْفَهم {والنبوة ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي} عبيدا لي {مِن دُونِ الله وَلَكِن كُونُواْ} وَلَكِن أَمرهم أَن يَكُونُوا {رَبَّانِيِّينَ} عُلَمَاء فُقَهَاء عاملين {بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ} النَّاس {الْكتاب} من الْكتاب وَيُقَال تعلمُونَ الْكتاب {وَبِمَا كُنْتُم تدرسون} تقرءون من الْكتاب

ثمَّ ذكر عقوبتهم يَعْنِي عُقُوبَة الْيَهُود فَقَالَ {إِنَّ الَّذين يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} بِنَقْض عهد الله {وَأَيْمَانِهِمْ} عهودهم مَعَ الْأَنْبِيَاء {ثَمَناً قَلِيلاً} عرضا يَسِيرا من المأكلة {أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ} لَا نصيب لَهُم {فِي الْآخِرَة} فِي الْجنَّة {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله} يَوْم الْقِيَامَة بِكَلَام طيب {وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة} بِالرَّحْمَةِ {وَلاَ يُزَكِّيهِمْ} لَا يبرئهم من الْيَهُودِيَّة وَلَا يصلح بالهم وَلَهُمْ {عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم وَيُقَال نزلت فِي عَبْدَانِ بن الأشوع وامرىء الْقَيْس لخصومة كَانَت بَينهمَا وَنزلت فِي الْيَهُود أَيْضا

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ} يخْتَار لدينِهِ {مَن يَشَآءُ} مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه {وَالله ذُو الْفضل} ذُو الْمَنّ {الْعَظِيم} بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام على مُحَمَّد

يَعْنِي صَلَاة الظّهْر يَقُولُونَ آمنُوا بالقبلة الَّتِي صلى إِلَيْهَا مُحَمَّد وَأَصْحَابه صَلَاة الْفجْر وانفروا آخِره بالقبلة لأخرى الَّتِي صلوا إِلَيْهَا صَلَاة الظّهْر {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لكَي يرجع عامتهم إِلَى دينكُمْ وقبلتكم

{وَلاَ تؤمنوا} لَا تصدقوا أحدا بِالنُّبُوَّةِ {إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ} الْيَهُودِيَّة وقبلتكم بَيت الْمُقَدّس {قل} لَهُم يَا مُحَمَّد معنى الْيَهُود {إِنَّ الْهدى هُدَى الله} إِن دين الله هُوَ الْإِسْلَام وقبلة الله هِيَ الْكَعْبَة {أَن يُؤْتى} أَن يعْطى {أَحَدٌ} من الدّين والقبلة {مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ} أعطيتم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد {أَوْ يُحَآجُّوكُمْ} أَو أَن يخاصموكم الْيَهُود بِهَذَا الدّين والقبلة {عِندَ رَبِّكُمْ} يَوْم الْقِيَامَة {قُلْ} أَيْضا يَا مُحَمَّد {إِنَّ الْفضل} بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام وقبلة إِبْرَاهِيم {بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ} يُعْطِيهِ من يَشَاء يَعْنِي مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه {وَالله وَاسِعٌ} لعطيته {عَلِيمٌ} بِمن يُعْطي

ثمَّ ذكر أَمَانَة أهل الْكتاب وخيانتهم فَقَالَ {وَمِنْ أَهْلِ الْكتاب} يَعْنِي الْيَهُود {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ} تبايعه بملء مسك ثَوْر ذَهَبا {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} بِغَيْر عناء وَلَا تَعب وَلَا يستحله وَهُوَ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه {وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ} تبايعه {بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} لَا يردهُ إِلَيْك ويستحله {إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً} ملحاً متقاضياً وَهُوَ كَعْب وَأَصْحَابه {ذَلِك} الاستحلال والخيانة {بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيين سَبِيلٌ} فِي أَخذ أَمْوَال الْعَرَب حرج {وَيَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِب وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أَنهم كاذبون بذلك

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست