responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 494
وَقَالَ {أولى لَكَ فَأولى} وعيداً لَك يَا أَبَا جهل وعيداً لَك

{وَظَنَّ} علم الْمَيِّت حِينَئِذٍ {أَنَّهُ الْفِرَاق} أَن لَهُ الْفِرَاق من الدُّنْيَا

{والتفت السَّاق بالساق} الشدَّة بالشدة شدَّة آخر يَوْم من الدُّنْيَا وَشدَّة أول يَوْم من الْآخِرَة وَيُقَال والتفت السَّاق بالساق أَي يلتوي سَاقه بالساق

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {المساق} الْمرجع مرجع الْخَلَائق

{فَلاَ صَدَّقَ} يَعْنِي أَبَا جهل بتوحيد الله {وَلاَ صلى} وَلَا أسلم أَي لم يكن مُسلما من أهل الصَّلَاة

{وَلَكِن كَذَّبَ} بتوحيد الله {وَتَوَلَّى} عَن الْإِيمَان

{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ} فِي الدُّنْيَا {يتمطى} بتبختر ويتبطر فَاسْتَقْبلهُ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخذه فهزه هزة أَو هزتين أَو مرّة أَو مرَّتَيْنِ

{ثُمَّ أولى لَكَ فَأولى} احذر أَبَا جهل فَنزل الْقُرْآن كَذَلِك

{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَان} الْكَافِر يَعْنِي أَبَا جهل {أَن يُتْرَكَ سُدًى} مهملاً بِلَا أَمر وَلَا نهي وَلَا عظة

{أَلَمْ يَكُ} أَبُو جهل {نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ} مني الرجل {يمنى} يهراق فِي رحم الْمَرْأَة وَيُقَال يخلق

{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} ثمَّ صَار دَمًا عبيطاً {فَخَلَقَ} نسمَة {فسوى} خلقه باليدين وَالرّجلَيْنِ والعينين والأذنين وَسَائِر الْأَعْضَاء وَجعل فِيهِ الرّوح

{وَقِيلَ} قَالَ من بِحَضْرَتِهِ من أَهله وَغَيرهم {مَنْ رَاقٍ} هَل من طَبِيب فيداويه وَيُقَال قَالَ الْمَلَائِكَة بَعضهم لبَعض من راق بِرُوحِهِ إِلَى الله

{أَلَيْسَ ذَلِك} أَي فعل ذَلِك {بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} للبعث بلَى قَادر رَبنَا على ذَلِك أَن يحيي الْمَوْتَى كَمَا خلق آدم من التُّرَاب

{وَوُجُوهٌ} وُجُوه الْكَافرين وَالْمُنَافِقِينَ {يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {بَاسِرَةٌ} كالحة يحجبون عَن رُؤْيَة رَبهم لَا ينظرُونَ إِلَيْهِ

{فَجَعَلَ مِنْهُ} بعد ذَلِك {الزَّوْجَيْنِ الذّكر وَالْأُنْثَى} وَكَانَ لَهُ ابْن عِكْرِمَة بن أبي جهل وَابْنَة جويرة بنت أبي جهل

{وَلَوْ ألْقى مَعَاذِيرَهُ} وَلَو تكلم بالعذر مَا فعلت ذَلِك وَمَا قلت وَيُقَال هِيَ بَصِيرَة بعيوب غَيرهَا جاهلة غافلة عَن عُيُوب نَفسهَا

{يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {المستقر} مُسْتَقر الْخَلَائق والمرجع

{كَلاَّ} حَقًا {إِذَا بَلَغَتِ التراقي} إِذا بلغت نفس الْجَسَد إِلَى التراقي

{بَلِ الْإِنْسَان} عدي بن ربيعَة وَغَيره {على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} يَقُول من نَفسه شَاهد

{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ} بِقِرَاءَة الْقُرْآن يَا مُحَمَّد {لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} بِقِرَاءَة الْقُرْآن قبل أَن يفرغ جِبْرِيل من قِرَاءَته عَلَيْك وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ بِشَيْء من الْقُرْآن لم يفرغ جِبْرِيل من آخِره حَتَّى يتَكَلَّم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأوله مَخَافَة أَن ينساه فَنَهَاهُ الله عَن ذَلِك

{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} جمع حفظه فِي قَلْبك {وَقُرْآنَهُ} وَحفظ قِرَاءَة جِبْرِيل عَلَيْك وَيُقَال تأليفه بالحلال وَالْحرَام

{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} قَرَأَهُ جِبْرِيل عَلَيْك {فَاتبع قُرْآنَهُ} فاقرأ أَنْت يَا مُحَمَّد خَلفه وَيُقَال إِذا ألفناه بالحلال وَالْحرَام فَاتبع تأليفه

{كَلاَّ} حَقًا {بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة} الْعَمَل للدنيا

{وَتَذَرُونَ الْآخِرَة} تتركون الْعَمَل لثواب الْآخِرَة

{وُجُوهٌ} وُجُوه الْمُؤمنِينَ المصدقين فِي إِيمَانهم {يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {نَّاضِرَةٌ} حَسَنَة جميلَة ناعمة

{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ينظرُونَ إِلَى وَجه رَبهم لَا يحجبون عَنهُ

{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر والنهى

{يُنَبَّأُ الْإِنْسَان} يخبر الْإِنْسَان عدي بن ربيعَة وَغَيره {يَوْمَئِذِ} يَوْم الْقِيَامَة {بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} بِمَا قدم من خير أَو شَرّ وَأخر بِمَا ترك من سنة صَالِحَة أَو سنة سَيِّئَة وَيُقَال بِمَا قدم من الطَّاعَة وَأخر من الْمعْصِيَة

{تَظُنُّ} تعلم تِلْكَ الْوُجُوه {أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} شدَّة ومنكرة من الْعَذَاب

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 494
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست