ثمَّ دعاهم إِلَى التَّوْحِيد فَقَالَ {قل يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ} لَا إِلَه إِلَّا الله {سَوَآءٍ} عدل {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله} أَن لَا نوحد إِلَّا الله {وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً} من المخلوقين {وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً} لَا يُطِيع أحد منا أحدا من الرؤساء فِي مَعْصِيّة الله {مِّن دُونِ الله} فَأَبَوا عَن ذَلِك أَيْضا فَقَالَ الله {فَإِن تَوَلَّوْاْ} أَعرضُوا ونأوا عَن التَّوْحِيد {فَقُولُواْ اشْهَدُوا} اعلموا أَنْتُم {بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} مقرون لَهُ بِالْعبَادَة والتوحيد
فَقَالَ الله {فَإِن تَوَلَّوْاْ} عَن دعوتكم إِلَى الْمُلَاعنَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بالمفسدين} بنصارى بني نَجْرَان
{إِنَّ هَذَا} الَّذِي ذكرت يَا مُحَمَّد من خبر عِيسَى ووفد بني نَجْرَان {لَهُوَ الْقَصَص الْحق} الْخَبَر الْحق بِأَن عِيسَى لم يكن الله وَلَا وَلَده وَلَا شَرِيكه {وَمَا مِنْ إِلَه إِلاَّ الله} بِلَا ولد وَلَا شريك {وَإِنَّ الله لَهُوَ الْعَزِيز} بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ {الْحَكِيم} أَمر الله أَن لَا يعبد غَيره وَيُقَال الحكم حكم عَلَيْهِم الْمُلَاعنَة فتولوا عَن ذَلِك وَلم يخرجُوا فِي الْمُلَاعنَة مَعَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لأَنهم علمُوا أَنهم كاذبون وَأَن مُحَمَّدًا نَبِي صَادِق مُرْسل وَصفته ونعته فِي كِتَابهمْ
{فَنَجْعَل} فَنقل {لَّعْنَةُ الله} فِيمَا بَيْننَا {عَلَى الْكَاذِبين} على الله فِي عِيسَى
ثمَّ بَين الله تَكْذِيب قَوْلهم فَقَالَ {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً} على دين الْيَهُود {وَلاَ نَصْرَانِيّاً} على دين النَّصَارَى {وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً} حَاجا {مُّسْلِماً} مخلصاً {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْركين} على دينهم
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 49