responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 489
{قُلْ} يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة {إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً} دفع الضّر والخذلان وَالْعَذَاب {وَلَا رشدا} ولآجر النَّفْع وَالْهدى

{وَأَنَّا ظَنَنَّآ} علمنَا وأيقنا {أَن لَّن نُّعْجِزَ الله فِي الأَرْض} أَن لن نفوت من الله فِي الأَرْض حَيْثُمَا كُنَّا يدركنا {وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} أَن لَا نفوت مِنْهُ بالهرب

{ليعلم} مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {أَن قَدْ أَبْلَغُواْ} عَن الله يَعْنِي الرُّسُل {رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ} هَكَذَا تحفظهم الْمَلَائِكَة كَمَا حفظك وَيُقَال ليعلم الرُّسُل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيره أَن قد أبلغوا يَعْنِي الْمَلَائِكَة رسالات رَبهم عَن الله وَيُقَال ليعلم لكَي يعلم الْجِنّ وَالْإِنْس أَن أبلغوا يَعْنِي الرُّسُل رسالات رَبهم قبل أَن علمنَا {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} بِمَا عِنْدهم من الْمَلَائِكَة {وأحصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} أَحْصَاهُ وَيُقَال عَالم بعددهم كَمَا علم بِحَال المزمل بثيابه

{إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ} إِلَّا من اخْتَار من الرُّسُل فَإِنَّهُ يطلعه على بعض الْغَيْب {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ} يَجْعَل {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} من بَين يَدي الرَّسُول {وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} حرساً من الْمَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ من الْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَالْإِنْس لكى لَا يستمعوا قِرَاءَة جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام

{عَالِمُ الْغَيْب} بنزول الْعَذَاب يعلم ذَلِك {فَلاَ يُظْهِرُ} فَلَا يطلع {على غَيْبِهِ أَحَداً}

{قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد حِين تعجلوا بِالْعَذَابِ {إِنْ أَدْرِي} مَا أَدْرِي {أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ} من الْعَذَاب {أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً} أَََجَلًا

{حَتَّى} يَقُول انظرهم يَا مُحَمَّد حَتَّى {إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ} من الْعَذَاب {فَسَيَعْلَمُونَ} وَهَذَا وَعِيد من الله لَهُم {مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً} مَانِعا {وَأَقَلُّ عَدَداً} أعواناً

{إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ الله وَرِسَالاَتِهِ} يَقُول لَا ينجيني إِلَّا التَّبْلِيغ عَن الله ورسالاته {وَمَن يَعْصِ الله} فِي التَّوْحِيد {وَرَسُولَهُ} فِي التَّبْلِيغ {فَإِنَّ لَهُ} فِي الْآخِرَة {نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فيهآ} مقيمين فِي النَّار لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا {أَبَداً}

{قل} لَهُم يَا مُحَمَّد {إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ الله} من عَذَاب الله {أَحَدٌ} إِن عصيته {وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ} من عَذَاب الله {مُلْتَحَداً} ملْجأ وسرباً فِي الأَرْض

كافرون وهم كفرة الْجِنّ {كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} أهواء مُخْتَلفَة الْيَهُودِيَّة والنصرانية قبل أَن آمنا بِاللَّه

{وَأَنه لما قَامَ عبد الله} مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبَطن نخل {يَدْعُوهُ} يعبد ربه بِالصَّلَاةِ {كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} كَاد الْجِنّ أَن يركبُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا لحبهم الْقُرْآن ومحمدا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سمعُوا قِرَاءَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبَطن نخل

{وَأَنَّ الْمَسَاجِد لِلَّهِ} بنيت لذكر الله {فَلاَ تَدْعُواْ} فَلَا تعبدوا {مَعَ الله أَحَداً} فِي الْمَسَاجِد وَيُقَال الْمَسَاجِد مَسَاجِد الرجل الْجَبْهَة وَالرُّكْبَتَانِ وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ

{لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} لنختبرهم فِيهِ حَتَّى يرجِعوا إِلَى مَا قدرت عَلَيْهِم {وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ} عَن تَوْحِيد ربه وَكتاب ربه الْقُرْآن وَهُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المخزومى {نسلكه} يكلفه {عَذَاباً صَعَداً} الصعُود على جبل أملس من صَخْرَة وَيُقَال من نُحَاس فِي النَّار

{وَأَن لَو استقاموا عَلَى الطَّرِيقَة} طَريقَة الْكفْر وَيُقَال طَريقَة الْإِسْلَام {لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً} لأعطيناهم مَالا كثيرا وعيشاً رغداً وَاسِعًا

{وَأَمَّا القاسطون} الْكَافِرُونَ {فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً} شَجرا

{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهدى} تِلَاوَة الْقُرْآن من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {آمنا بِهِ} بِالْقُرْآنِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً} ذهَاب عمله كُله {وَلاَ رَهَقاً} نُقْصَان عمله

{قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُو} أعبد {رَبِّي} وأدعو الْخلق إِلَيْهِ {وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً}

{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسلمُونَ} المخلصون بِالتَّوْحِيدِ وهم الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَمنا القاسطون} العاصون المائلون عَن الْحق وَالْهدى وهم كفرة الْجِنّ {فَمَنْ أَسْلَمَ} أخْلص بِالتَّوْحِيدِ {فَأُولَئِك تَحَرَّوْاْ رَشَداً} نووا صَوَابا وَخيرا

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست