responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 481
{كَذَلِك الْعَذَاب} فِي الدُّنْيَا لمن منع حق الله من مَاله كَمَا كَانَ لَهُم حرق الْبُسْتَان والجوع بعد ذَلِك وَيُقَال كَذَلِك الْعَذَاب هَكَذَا عَذَاب الدُّنْيَا كَمَا كَانَ لأهل مَكَّة بِالْقَتْلِ والجوع {وَلَعَذَابُ الْآخِرَة} لمن لَا يَتُوب {أَكْبَرُ} من عَذَاب الله فِي الدُّنْيَا {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} أهل مَكَّة وَلَكِن لَا يعلمُونَ ذَلِك وَلَا يصدقون بِهِ

{فَانْطَلقُوا} إِلَى الْبَسَاتِين {وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} يتسارون فِيمَا بَينهم كلَاما خفِيا

{أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا} يَعْنِي الْجنَّة {الْيَوْم عَلَيْكُمْ مِسْكين}

{وَغَدَوْاْ على حَرْدٍ} على حقد وَيُقَال إِلَى بستانهم {قَادِرِينَ} على غَلَّتهَا

{فَلَمَّا رَأَوْهَا} يَعْنِي الْبَسَاتِين محترقة {قَالُوا إِنَّا لَضَآلُّونَ} الطَّرِيق ظنُّوا أَنهم ضلوا الطَّرِيق ثمَّ قَالُوا

{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} حرمنا مَنْفَعَة الْبُسْتَان لسوء نياتنا

{قَالَ أَوْسَطُهُمْ} فِي السن وَيُقَال أعدلهم فِي القَوْل وَيُقَال أفضلهم فِي الْعقل والرأي {أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} هلا تستثنون وَقد قَالَ لَهُم ذَلِك عِنْدَمَا أَقْسمُوا

{قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ} نَسْتَغْفِر رَبنَا {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} ضارين لأنفسنا بمعصيتنا وَتَركنَا الِاسْتِثْنَاء ومنعنا الْمَسَاكِين

{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} يلوم بَعضهم بَعْضًا يَقُول وَاحِد مِنْهُم أَنْت فعلت هَذَا يَا فلَان بِنَا وَيَقُول الآخر أَنْت فعلت هَذَا بِنَا

{عَسى رَبُّنَآ} وَعَسَى من الله وَاجِب {أَن يُبْدِلَنَا} أَن يعوضنا رَبنَا فِي الْآخِرَة {خَيْراً مِّنْهَآ} من هَذِه الْجنَّة {إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} رغبتنا إِلَى الله

{إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ} الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش {عِنْدَ رَبِّهِمْ} فِي الْآخِرَة {جَنَّاتِ النَّعيم} نعيمها دَائِم لَا يفنى وَيُقَال قَالَ عتبَة بن ربيعَة لَئِن كَانَ مَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه من الْجنَّة وَالنَّعِيم حَقًا لنَحْنُ أفضل مِنْهُم فِي الْآخِرَة كَمَا نَحن أفضل مِنْهُم

{وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} لم يَقُولُوا إِن شَاءَ الله

{أَنِ اغدوا على حَرْثِكُمْ} يَعْنِي الْبَسَاتِين {إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ} جاذين قبل علم الْمَسَاكِين

{قَالُوا} بِالْجُمْلَةِ {يَا ويلنا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} عاصين بمنعنا الْمَسَاكِين

{وَدُّواْ} تمنوا {لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} تلين لَهُم فيلينون لَك وَيُقَال تطابقهم فيطابقونك وتصانعهم فيصانعونك

{فَتَنَادَوْاْ} فَنَادَى بَعضهم بَعْضًا {مُصْبِحِينَ} عِنْد طُلُوع الْفجْر

{فَأَصْبَحَتْ} فَصَارَت الْجنَّة محترقة {كالصريم} كالليل المظلم

{فَلاَ تُطِعِ} يَا مُحَمَّد {المكذبين} بِاللَّه وَالْكتاب وَالرَّسُول يَعْنِي رُؤَسَاء أهل مَكَّة

{وَلاَ تُطِعْ} يَا مُحَمَّد {كُلَّ حَلاَّفٍ} كَذَّاب على الله {مَّهِينٍ} ضَعِيف فِي دين الله هُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المخزومى

{هَمَّازٍ} طعان لعان مغتاب للنَّاس مُقْبِلين ومدبرين {مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ} يمشي بالنميمة بَين النَّاس ليفسد بَينهم

{مناع للخير} للاسلام بَينه وَبَين نبيه وَبَين أَخِيه وقرابته {مُعْتَدٍ} يَا مُحَمَّد للحق غشوم ظلوم عَلَيْهِم {أَثِيمٍ} فَاجر

{عُتُلٍّ} شَدِيد الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ وَالْكذب وَيُقَال عتل أكول وشروب صَحِيح الْجِسْم رحيب الْبَطن {بَعْدَ ذَلِك} مَعَ ذَلِك {زَنِيمٍ} ملصق بالقوم لَيْسَ مِنْهُم وَيُقَال مَعْرُوف فِي الْكفْر والشرك والفجور والفسوق وَالشَّر وَيُقَال لَهُ زنمة كزنمة العنز

{إِذَا تتلى عَلَيْهِ} يقْرَأ عَلَيْهِ {آيَاتُنَا} الْقُرْآن بِالْأَمر وَالنَّهْي {قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلين} أَحَادِيث الْأَوَّلين فِي دهرهم وكذبهم

{سَنَسِمُهُ عَلَى الخرطوم} سنضربه على الْوَجْه وَيُقَال على الْأنف وَيُقَال سيسود وَجهه

{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ} اختبرنا أهل مَكَّة بِالْقَتْلِ والسبي والهزيمة يَوْم بدر بتركهم الاسْتِغْفَار وبالجوع والقحط سبع سِنِين لدَعْوَة النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِم بعد يَوْم بدر {كَمَا بَلَوْنَآ} اختبرنا بِالْجُوعِ وَحرق الْبَسَاتِين {أَصْحَابَ الْجنَّة} أهل الْبَسَاتِين بني ضروان {إِذْ أَقْسَمُواْ} حلفوا بِاللَّه {لَيَصْرِمُنَّهَا} ليجدنها {مُصْبِحِينَ} عِنْد طُلُوع الْفجْر

{هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} عَن دينه وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه {وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين} لدينِهِ وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه

{فَطَافَ عَلَيْهَا} على الْجنَّة {طَآئِفٌ} عَذَاب {مِّن رَّبِّكَ} بِاللَّيْلِ {وَهُمْ نَآئِمُونَ}

{أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} يَقُول لَا تطعه وَإِن كَانَ ذَا مَال وبنين وَكَانَ مَاله نَحْو تِسْعَة آلَاف مِثْقَال من فضَّة وبنوة عشرَة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست