responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 477
{وَإِذَ أَسَرَّ النَّبِي إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} يَعْنِي حَفْصَة {حَدِيثاً} كلَاما أخْبرهَا فِي السِّرّ {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} فَلَمَّا أخْبرت حَفْصَة بسر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَائِشَة {وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ} أطلع الله نبيه على مَا أخْبرت حَفْصَة عَائِشَة {عَرَّفَ بَعْضَهُ} بيَّن النَّبِي لحفصة بعض مَا قَالَت لعَائِشَة من خلَافَة أبي بكر وَعمر وَيُقَال من خلوته مَعَ مَارِيَة الْقبْطِيَّة {وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} سكت عَن بعض تَحْرِيمه مَارِيَة الْقبْطِيَّة على نَفسه وَعَما أخْبرهَا من خلَافَة أبي بكر وَعمر من بعده وَلم يعلمهَا بذلك {فَلَمَّا نبأها بِهِ} أخبر النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَفْصَة بِمَا قَالَت لعَائِشَة {قَالَتْ} حَفْصَة {مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا} أخْبرك بِهَذَا أَنِّي قلت لعَائِشَة {قَالَ} النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {نَبَّأَنِيَ} أَخْبرنِي {الْعَلِيم} بِمَا قلت لعَائِشَة {الْخَبِير} بِمَا قلت لَك

{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {تُوبُوا إِلَى الله} من الذُّنُوب {تَوْبَةً نصُوحًا} خَالِصا صَادِقا من قُلُوبكُمْ وَهُوَ النَّدَم بِالْقَلْبِ وَالِاسْتِغْفَار بِاللِّسَانِ والإقلاع بِالْبدنِ وَالضَّمِير على أَن لَا يعود إِلَيْهِ أبدا {عَسى ربكُم} عَسى من الله وَاجِب {أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} أَن يغْفر لكم ذنوبكم بِالتَّوْبَةِ {وَيُدْخِلَكُمْ} فِي الْآخِرَة {جَنَّاتٍ} بساتين {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا} من تَحت شَجَرهَا ومساكنها {الْأَنْهَار} أَنهَار

{يَا أَيهَا الَّذين كفرُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {لاَ تَعْتَذِرُواْ الْيَوْم} فَإِنَّهُ لَا يقبل معذرتكم {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} وتقولون فى الدُّنْيَا

{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {قوا أَنفُسَكُمْ} ادفعوا عَن أَنفسكُم وقومكم {وَأَهْلِيكُمْ} وَأَوْلَادكُمْ ونسائكم {نَاراً} يَقُول أدبوهم وعلموهم الْخَيْر تقوهم بذلك نَارا {وَقُودُهَا} حطبها {النَّاس وَالْحِجَارَة} حِجَارَة الكبريت وَهِي أَشد الْأَشْيَاء حرا {عَلَيْهَا} على النَّار {مَلَائِكَة} يَعْنِي الزَّبَانِيَة {غِلاَظٌ} عُظَمَاء {شِدَادٌ} أقوياء {لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ} فِيمَا أَمرهم من عَذَاب أهل النَّار {ويفعلون} يعْنى الزَّبَانِيَة {مَا يؤمرون}

{إِن تَتُوبَآ إِلَى الله} توبا إِلَى الله يَا عَائِشَة وَيَا حَفْصَة من إيذائكما رَسُول الله ومعصيتكما لَهُ {فَقَدْ صَغَتْ} مَالَتْ {قُلُوبُكُمَا} عَن الْحق {وَإِن تَظَاهَرَا} تعاونا {عَلَيْهِ} على إيذائه ومعصيته {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ} حافظه وناصره ومعينه عَلَيْكُمَا {وَجِبْرِيلُ} معينه عَلَيْكُمَا {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} جملَة الْمُؤمنِينَ المخلصين أعوان لَهُ عَلَيْكُمَا مثل أَبى بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى رضى الله عَنْهُم وَمن دونهم {وَالْمَلَائِكَة بَعْدَ ذَلِك} مَعَ هَؤُلَاءِ {ظَهِيرٌ} أعوان لَهُ عَلَيْكُمَا

{قَدْ فَرَضَ الله} قد بيَّن الله {لَكُمْ تَحِلَّة أَيْمَانكُم} كَفَّارَة أَيْمَانكُم فَكفر النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمِينه وَضمّهَا إِلَى نَفسه {وَالله مَوْلاَكُمْ} حافظكم وناصرك {وَهُوَ الْعَلِيم} بتحريمك مَارِيَة الْقبْطِيَّة {الْحَكِيم} فِيمَا حكم من الْكَفَّارَة

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّبِي} يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ الله لَكَ} نِكَاحه يعْنى نِكَاح مَارِيَة الْقبْطِيَّة أم إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد رَسُول الله حرمهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَفسه {تبتغي مرضات أَزْوَاجِكَ} تطلب رِضَاء أَزوَاجك عَائِشَة وَحَفْصَة بِتَحْرِيم مَارِيَة الْقبْطِيَّة {وَالله غَفُورٌ} لَك {رَّحِيمٌ} بِتِلْكَ الْيَمين

وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا التَّحْرِيم وهى كلهَا مَدَنِيَّة آياتها ثَلَاث عشرَة وكلماتها مِائَتَان وتسع وَأَرْبَعُونَ وحروفها ألف وَسِتُّونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

{عَسى رَبُّهُ} وَعَسَى من الله وَاجِب {إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ} يُزَوجهُ {أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ} فِي الطَّاعَة {مُسْلِمَاتٍ} مقرات بالألسن {مُّؤْمِنَاتٍ} مصدقات بالألسن والقلوب بإيمانهن {قَانِتَاتٍ} مطيعات لله ولأزواجهن {تَائِبَاتٍ} من الذُّنُوب {عَابِدَاتٍ} موحدات الله {سَائِحَاتٍ} صائمات {ثَيِّبَاتٍ} أيمات مثل آسِيَة بنت مُزَاحم امْرَأَة فِرْعَوْن {وَأَبْكَاراً} مَرْيَم بنت عمرَان أم عِيسَى

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست