فَقَالَ لَهُم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُولُوا اللَّهُمَّ أمتنَا فوَاللَّه لَيْسَ مِنْكُم أحد يَقُول ذَلِك إِلَّا غص بريقه وَيَمُوت فكرهوا ذَلِك وَلم يسْأَلُوا الْمَوْت فَقَالَ الله {وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً} لَا يسْأَلُون الْمَوْت يَعْنِي الْيَهُود أبدا {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ} بِمَا عملت أَيْديهم فِي الْيَهُودِيَّة {وَالله عَلِيمٌ بالظالمين} باليهود على أَنهم لَا يسْأَلُون الْمَوْت
{مَثَلُ الَّذين} صفة الَّذين {حُمِّلُواْ التَّوْرَاة} أمروا أَن يعملوا بِمَا فِي التَّوْرَاة أَي أمروا أَن يظهروا صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته فِي التَّوْرَاة {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} لم يعملوا بِمَا أمروا فِيهَا أَي لم يظهروا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته فِي التَّوْرَاة {كَمَثَلِ الْحمار} كشبه الْحمار {يَحْمِلُ أَسْفَاراً} كتبا لَا ينْتَفع بِحمْلِهِ كَذَلِك الْيَهُود لَا يَنْتَفِعُونَ بِالتَّوْرَاةِ كَمَا لَا ينْتَفع الْحمار بِمَا عَلَيْهِ من الْكتب {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْم} صفة الْقَوْم {الَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِ الله} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يَعْنِي الْيَهُود {وَالله لاَ يَهْدِي} لَا يرشد إِلَى دينه {الْقَوْم الظَّالِمين} الْيَهُود من كَانَ فِي علم الله أَنه يَمُوت على الْيَهُودِيَّة
{ذَلِك} الَّذِي ذكرت من النُّبُوَّة وَالْكتاب والتوحيد {فَضْلُ الله} من الله {يُؤْتِيهِ} يُعْطِيهِ وَيكرم بِهِ {مَن يَشَآءُ} من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَالله ذُو الْفضل} الْمَنّ {الْعَظِيم} بِالْإِسْلَامِ والنبوة على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال بِالْإِسْلَامِ على الْمُؤمنِينَ وَيُقَال بالرسول وَالْكتاب على خلقه
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ} وَفِي الآخرين مِنْهُم من الْعَرَب وَيُقَال من الموَالِي {لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ} بالعرب الأول يَقُول لم يَكُونُوا بعد فسيكونون يَقُول بعث الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُولا إِلَى الْأَوَّلين والآخرين من الْعَرَب والموالي {وَهُوَ الْعَزِيز} المنيع بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ وبكتابه وبرسوله مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {الْحَكِيم} فِي أمره وقضائه أَمر أَن لَا يعبد غَيره
يَعْنِي الْقُرْآن {وَالْحكمَة} الْحَلَال وَالْحرَام وَيُقَال الْعلم ومواعظ الْقُرْآن {وَإِن كَانُواْ} وَقد كَانُوا يَعْنِي الْعَرَب {مِن قَبْلُ} من قبل مَجِيء مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم بِالْقُرْآنِ {لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} فِي كفر بَين
{قل} يَا مُحَمَّد {يَا أَيهَا الَّذين هادوا} مالوا عَن الْإِسْلَام وتهودوا وهم بَنو يهوذا {إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ} أحباء لله {مِن دُونِ النَّاس} من دون مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه {فتمنوا الْمَوْت} فاسألوا الْمَوْت {إِن كُنْتُم صَادِقِينَ} أَنكُمْ أَوْلِيَاء لله من دون النَّاس
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 471