responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
{إِذْ قَالَت الْمَلَائِكَة} يَعْنِي جِبْرِيل {يَا مَرْيَم إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} بِولد يكون بِكَلِمَة من الله مخلوقاً {اسْمه الْمَسِيح} يُسمى الْمَسِيح لِأَنَّهُ يسيح فِي الْبلدَانِ وَيُقَال الْمَسِيح الْملك {عِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا} لَهُ الْقدر والمنزلة فِي الدُّنْيَا عِنْد النَّاس {وَالْآخِرَة} وَفِي الْآخِرَة عِنْد الله لَهُ الْقدر والمنزلة {وَمِنَ المقربين} إِلَى الله فِي جنَّة عدن

{وَرَسُولاً} بعد ثَلَاثِينَ سنة {إِلَى بني إِسْرَائِيلَ} فَلَمَّا جَاءَهُم قَالَ {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ} بعلامة {مِّن رَّبِّكُمْ} لنبوتي قَالُوا وَمَا الْعَلامَة قَالَ {أَنِّي أَخْلُقُ} إِنِّي أصور {لَكُمْ مِّنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير} كشبه الطير {فَأَنفُخُ فِيهِ} كنفخ النَّائِم {فَيَكُونُ طَيْراً} فَيصير طيراً يطير بَين السَّمَاء وَالْأَرْض {بِإِذْنِ الله} بِأَمْر الله فصور لَهُم خفاشاً فَقَالُوا هَذَا سحر فَهَل عنْدك غَيره قَالَ نعم {وأبرئ} أصحح {الأكمه} الَّذِي لم يزل أعمى {والأبرص} أَيْضا {وأحيي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله} باسم الله الْأَعْظَم يَا حَيّ يَا قيوم فَلَمَّا فعل ذَلِك قَالُوا هَذَا سحر فَهَل عنْدك غَيره قَالَ نعم {وَأُنَبِّئُكُمْ} أخْبركُم {بِمَا تَأْكُلُونَ} غدْوَة وَعَشِيَّة {وَمَا تَدَّخِرُونَ} ترفعون من غداء لعشاء وَمن عشَاء لغداء {فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِك} فِيمَا قلت لكم {لآيَةً} لعلامة {لَّكُمْ} لنبوتي {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} مُصدقين

{وَيُعَلِّمُهُ الْكتاب} كتب الْأَنْبِيَاء وَيُقَال الْكِتَابَة {وَالْحكمَة} الْحَلَال وَالْحرَام وَيُقَال حِكْمَة الْأَنْبِيَاء قبله {والتوراة} فِي بطن أمه {وَالْإِنْجِيل} بعد خُرُوجه من بطن أمه

{ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} من غير خرس {إِلاَّ رَمْزاً} إِلَّا تحريكاً بالشفتين والحاجبين والعينين وَالْيَدَيْنِ وَيُقَال إِلَّا كِتَابَة على الأَرْض {وَاذْكُر رَّبَّكَ} بِاللِّسَانِ وَالْقلب {كَثِيراً} على كل حَال {وَسَبِّحْ بالْعَشي وَالْإِبْكَار} صلى غدْوَة وعشياً كَمَا كنت تصلي

{وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي المهد} فِي الْحجر ابْن أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِنِّي عبد الله ومسيحه {وَكَهْلاً} بعد ثَلَاثِينَ سنة بِالنُّبُوَّةِ {وَمِنَ الصَّالِحين} من الْمُرْسلين

{ذَلِك} هَذَا الَّذِي ذكرت من خبر مَرْيَم وزَكَرِيا {مِنْ أَنَبَآءِ الْغَيْب} من أَخْبَار الْغَائِب عَنْك يَا مُحَمَّد {نُوحِيهِ إِلَيكَ} يَقُول نرسل جِبْرِيل بِهِ إِلَيْك {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} يَعْنِي عِنْد الْأَحْبَار {إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ} فِي جري المَاء {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ} يَأْخُذ {مَرْيَمَ} للتربية {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} عِنْدهم {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} يَتَكَلَّمُونَ بِالْحجَّةِ لتربية مَرْيَم

{يَا مَرْيَم اقنتي لِرَبِّكِ} أطيعي لِرَبِّك شكرا لذَلِك وَيُقَال أطيلي الْقيام فِي الصَّلَاة شكرا لِرَبِّك {واسجدي واركعي} مَعْنَاهُ واركعي واسجدي بامركوع وَالسُّجُود {مَعَ الراكعين} مَعَ أهل الصَّلَاة

{وَإِذ قَالَت الْمَلَائِكَة} يَعْنِي جِبْرِيل {يَا مَرْيَم إِنَّ الله اصطفاك} يُقَال اختارك بِالْإِسْلَامِ وَالْعِبَادَة {وَطَهَّرَكِ} من الْكفْر والشرك والأدناس وَيُقَال أنجاك من الْقَتْل {واصطفاك} اختارك {على نِسَآءِ الْعَالمين} عالمي زَمَانك بِوِلَادَة عِيسَى

{وَمُصَدِّقاً} وجئتكم مُوَافقا بِالتَّوْحِيدِ بِالدينِ {لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاة} قبلي من التَّوْرَاة وَسَائِر الْكتب {وَلأُحِلَّ لَكُم} أرخص وَأبين لكم {بَعْضَ الَّذِي} تَحْلِيل بعض الَّذِي {حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} مثل لحم الْإِبِل وشحوم الْبَقر وَالْغنم والسبت وَغير ذَلِك

{قَالَتْ رَبِّ} قَالَت مَرْيَم لجبريل يَا سَيِّدي {أَنى يَكُونُ لِي وَلَدٌ} من أَيْن يكون لي غُلَام ولد {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} بالحلال وَلَا بالحرام {قَالَ} جِبْرِيل {كَذَلِكَ} كَمَا قلت لَك {الله يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ} كَمَا يَشَاء {إِذَا قضى أَمْراً} إِذا أَرَادَ أَن يخلق ولدا مِنْك بِلَا أَب {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ولدا بِلَا أَب

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست