responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 467
يَا حَاطِب {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} اقْتِدَاء صَالح {فِي إِبْرَاهِيمَ} فِي قَول إِبْرَاهِيم {وَالَّذين مَعَهُ} وَفِي قَول الَّذين مَعَه من الْمُؤمنِينَ {إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ} لقرابتهم الْكفَّار {إِنَّا بُرَآء مِّنْكُمْ} من قرابتكم ودينكم {وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} من الْأَوْثَان {كَفَرْنَا بِكُمْ} تبرأنا مِنْكُم وَمن دينكُمْ {وَبَدَا} ظهر {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَة} بِالْقَتْلِ وَالضَّرْب {والبغضآء} فِي الْقلب {أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّه وَحْدَهُ} حَتَّى تقروا بوحدانية الله {إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ} غير قَول إِبْرَاهِيم {لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} لِأَنَّهُ كَانَ عَن موعدة وعدها إِيَّاه فَلَمَّا مَاتَ على الْكفْر تَبرأ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ {وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله} من عَذَاب الله {مِن شَيْءٍ} ثمَّ علمهمْ كَيفَ يَقُولُونَ فَقَالَ قُولُوا {رَّبَّنَا} يَا رَبنَا {عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا} وثقنا {وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا} أَقبلنَا إِلَى طَاعَتك {وَإِلَيْكَ الْمصير} الْمرجع فِي الْآخِرَة

{رَبَّنَا} قُولُوا يَا رَبنَا {لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً} بلية {لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ} كفار مَكَّة يَقُولُونَ لَا تسلطهم علينا فيظنوا أَنهم على الْحق وَنحن على الْبَاطِل فتزيدهم بذلك جَرَاءَة علينا {واغفر لَنَا} ذنوبنا {رَبَّنَآ} يَا رَبنَا {إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيز} بالنقمة لمن لَا يُؤمن بك {الْحَكِيم} بالنصرة لمن آمن بك

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ} لقد كَانَ لَك يَا حَاطِب {فِيهِمْ} فِي قَول إِبْرَاهِيم وَفِي قَول الَّذين مَعَه من الْمُؤمنِينَ {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} اقْتِدَاء صَالح {لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله} يخَاف الله {وَالْيَوْم الآخر} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت فَهَلا قلت يَا حَاطِب مثل مَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَمن آمن بِهِ {وَمَن يَتَوَلَّ} يعرض عَمَّا أمره الله {فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيّ} عَنهُ وَعَن خلقه {الحميد} لمن وَحده وَيُقَال الحميد يشْكر الْيَسِير من أَعْمَالهم وَيجْزِي الجزيل من ثَوَابه

{عَسَى الله} عَسى من الله وَاجِب {أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذين عَادَيْتُم} خالفتم فِي الدّين {مِّنْهُم} من أهل مَكَّة {مَّوَدَّةً} صلَة وتزويجا فَتزَوج النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام فتح مَكَّة أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَهَذَا كَانَ صلَة بَينهم وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَالله قَدِيرٌ} بِظُهُور نبيه على كفار قُرَيْش {وَالله غَفُورٌ} متجاوز لمن تَابَ مِنْهُم من الْكفْر وآمن بِاللَّه {رَّحِيمٌ} لمن مَاتَ مِنْهُم على الْإِيمَان وَالتَّوْبَة

{لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذين} عَن صلَة ونصرة الَّذين {لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ} مَكَّة وَلم يعينوا أحدا على إخراجكم من مَكَّة {أَن تَبَرُّوهُمْ} أَن تصلوهم وتنصروهم {وتقسطوا إِلَيْهِمْ} تعدلوا بَينهم بوفاء الْعَهْد {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} العادلين بوفاء الْعَهْد وهم خُزَاعَة قوم هِلَال ابْن عُوَيْمِر وَخُزَيْمَة وَبَنُو مُدْلِج صَالحُوا النَّبِي قبل عَام الْحُدَيْبِيَة على أَلا يقاتلوه وَلَا يخرجوه من مَكَّة وَلَا يعينوا أحدا على إِخْرَاجه فَلذَلِك لم ينْه الله عَن صلتهم

{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذين} عَن صلَة الَّذين {قَاتَلُوكُمْ فِي الدّين} وهم أهل مَكَّة {وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ} من مَكَّة {وَظَاهَرُواْ} عاونوا {على إِخْرَاجِكُمْ} من مَكَّة {أَن تَوَلَّوْهُمْ} أَن تصلوهم {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ} فِي العون والنصرة {فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ} الضارون لأَنْفُسِهِمْ

{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ الْمُؤْمِنَات} المقرات بِاللَّه {مُهَاجِرَاتٍ} من مَكَّة إِلَى الْحُدَيْبِيَة أَو إِلَى الْمَدِينَة {فامتحنوهن} فاسئلوهن واستحلفوهن لماذا جئتن {الله أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} بمستقر قلوبهن على الْإِيمَان {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} بالامتحان {فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ} لَا تردوهن {إِلَى الْكفَّار} إِلَى أَزوَاجهنَّ الْكفَّار {لاَ هُنَّ} يَعْنِي الْمُؤْمِنَات {حِلٌّ لَّهُمْ} لِأَزْوَاجِهِنَّ الْكفَّار {وَلاَ هُمْ} يَعْنِي الْكفَّار {يَحِلُّونَ لَهُنَّ} للمؤمنات يَقُول لَا تحل مُؤمنَة لكَافِر وَلَا كَافِرَة لمُؤْمِن {وَآتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْ} أعْطوا أَزوَاجهنَّ مَا أَنْفقُوا عَلَيْهِنَّ من الْمهْر نزلت هَذِه الْآيَة فِي سبيعة بنت الْحَرْث الأسْلَمِيَّة جَاءَت إِلَى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْحُدَيْبِيَة مسلمة وَجَاء زَوجهَا مُسَافر فِي طلبَهَا فَأعْطى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزَوجهَا مهرهَا وَكَانَ قد صَالح النبى

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست