{لَا يَسْتَوِي} فِي الطَّاعَة وَالثَّوَاب {أَصْحَابُ النَّار} أهل النَّار {وَأَصْحَابُ الْجنَّة} أهل الْجنَّة {أَصْحَابُ الْجنَّة هُمُ الفآئزون} فازوا بِالْجنَّةِ ونجوا من النَّار
{وَلاَ تَكُونُواْ} يَا معشر الْمُؤمنِينَ فِي الْمعْصِيَة {كَالَّذِين نَسُواْ الله} تركُوا طَاعَة الله فِي السِّرّ وهم المُنَافِقُونَ وَيُقَال تركُوا طَاعَة الله فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وهم الْيَهُود {فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} فخذلهم الله حَتَّى تركُوا طَاعَة الله {أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ} الْكَافِرُونَ بِاللَّه فى السِّرّ بعنى الْمُنَافِقين وَإِن فسرت على الْيَهُود يُقَال هم الْكَافِرُونَ بِاللَّه فى السِّرّ وَالْعَلَانِيَة
{كَمَثَلِ الَّذين مِن قَبْلِهِمْ} يَقُول مثل بني قُرَيْظَة فِي نقض الْعَهْد والعقوبة كَمثل الَّذين من قبلهم من قبل بنى قُرَيْظَة {قَرِيباً} بِسنتَيْنِ {ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} عُقُوبَة أَمرهم بِنَقْض الْعَهْد وهم بَنو النَّضِير {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع فِي الْآخِرَة
{لَا يقاتلونكم} يعْنى بنى قُرَيْظَة وَالنضير {جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ} فِي مَدَائِن وقصور حَصِينَة {أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ} أَو بَيْنكُم وَبينهمْ حَائِط {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} يَقُول قِتَالهمْ فِيمَا بَينهم شَدِيد إِذا قَاتلُوا قَومهمْ لَا مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه {تَحْسَبُهُمْ} يَا مُحَمَّد يَعْنِي الْمُنَافِقين وَالْيَهُود من بني قُرَيْظَة وَالنضير {جَمِيعاً} على أَمر وَاحِد {وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} مُخْتَلفَة {ذَلِك} الْخلاف والخيانة {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} أَمر الله وتوحيده
{لَئِنْ أُخْرِجُواْ} من الْمَدِينَة يَعْنِي بني قُرَيْظَة {لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} المُنَافِقُونَ {وَلَئِن قُوتِلُواْ} قَاتلهم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لَا ينصرونهم} على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَلَئِن نصروهم} على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لَيُوَلُّنَّ الأدبار} منهزمين {ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} لَا يمْنَعُونَ مِمَّا نزل بهم
وَالْهجْرَة {وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا} بغضا وحسداً {لِّلَّذِينَ آمَنُواْ} من الْمُهَاجِرين {رَبَّنَآ إِنَّكَ رؤوف رَّحِيمٌ} خَافُوا على أنفسهم أَن يَقع فِي قُلُوبهم الْحَسَد لقبل مَا أعْطى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين دونهم فدعوا بِهَذِهِ الدَّعْوَات
ثمَّ قَالَ للْمُؤْمِنين {لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ الله} يَقُول خوف الْمُنَافِقين وَالْيَهُود من سيف مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه أَشد من خوفهم من الله {ذَلِك} الْخَوْف {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} أَمر الله وتوحيد الله
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 465