اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 463
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {سبح لله} يَقُول صلى الله وَيَقُول ذكر الله {مَا فِي السَّمَاوَات} من الْخلق {وَمَا فِي الأَرْض} من الْخلق {وَهُوَ الْعَزِيز} فِي ملكه وسلطانه {الْحَكِيم} فِي أمره وقضائه أَمر أَن لَا يعبد غَيره
{وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله} قضى الله {عَلَيْهِمُ} على بني النَّضِير {الْجلاء} الْخُرُوج من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا}
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكتاب} يَعْنِي بني النَّضِير {مِن دِيَارِهِمْ} من مَنَازِلهمْ وحصونهم {لأَوَّلِ الْحَشْر} لأَنهم أول من حشر وَأخرج من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام إِلَى أريحاء وَأَذْرعَات بعد مَا نقضوا عهودهم مَعَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد وقْعَة أحد {مَا ظَنَنتُمْ} مَا رجوتم يَا معشر الْمُؤمنِينَ {أَن يَخْرُجُواْ} يَعْنِي بني النَّضِير من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام {وظنوا} يَعْنِي بني النَّضِير {أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم} أَن حصونهم تمنعهم {مِّنَ الله} من عَذَاب الله {فَأَتَاهُمُ الله} عذبهم الله وأخزاهم وأذلهم بقتل كَعْب بن الْأَشْرَف {مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} لم يَظُنُّوا أَو لم يخَافُوا أَن ينزل بهم مَا نزل بهم من قتل كَعْب بن الْأَشْرَف {وَقَذَفَ} جعل {فِي قُلُوبِهِمُ الرعب} الْخَوْف من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه وَكَانُوا لَا يخَافُونَ قبل ذَلِك {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} يهدمون بعض بُيُوتهم {بِأَيْدِيهِمْ} ويرمون بهَا إِلَى الْمُؤمنِينَ {وَأَيْدِي الْمُؤمنِينَ} ويتركون بعض بُيُوتهم على الْمُؤمنِينَ حَتَّى هدموا ورموا بهَا إِلَيْهِم {فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار} فِي الدّين وَيُقَال بالبصر بِمَا فعل الله بهم من الاجلاء
{كَتَبَ الله} قضى الله {لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي} يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فَارس وَالروم وَالْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ {إِنَّ الله قَوِيٌّ} بنصرة أنبيائه {عَزِيزٌ} بنقمة أعدائه نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن أبي بن سلول حَيْثُ قَالَ للْمُؤْمِنين المخلصين أتظنون أَن يكون لكم فتح فَارس وَالروم