responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
{قَالَ رَبِّ} قَالَ زَكَرِيَّا لجبريل يَا سَيِّدي {أَنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ} من أَيْن يكون لي ولد {وَقَدْ بَلَغَنِي الْكبر} وَقد أدركني الْكبر {وامرأتي عَاقِرٌ} عقيم لَا تَلد {قَالَ} جِبْرِيل {كَذَلِكَ} كَمَا قلت لَك {الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} كَمَا يَشَاء

من قَبِيح أَيْضا تَجدهُ مَكْتُوبًا فِي ديوانها {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا} بَين النَّفس {وَبَيْنَهُ} بَين الْفِعْل الْقَبِيح {أَمَدَاً بَعِيداً} أَََجَلًا طَويلا من مطلع الشَّمْس إِلَى مغْرِبهَا {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} عِنْد الْمعْصِيَة {وَالله رَؤُوفُ بالعباد} بِالْمُؤْمِنِينَ

{قَالَ} زَكَرِيَّا {رَبِّ} أَي يَا رب {اجْعَل لي آيَةً} عَلامَة فِي حَبل امْرَأَتي {قَالَ آيَتُكَ} علامتك فِي حَبل امْرَأَتك {أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاس} لَا تقدر أَن تكلم النَّاس

{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَة} يَعْنِي جِبْرِيل {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب} فِي الْمَسْجِد {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} بِولد يُسمى بِيَحْيَى {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ الله} بِعِيسَى ابْن مَرْيَم أَن يكون بِكَلِمَة من الله مخلوقاً بِلَا أَب {وَسَيِّداً} حَلِيمًا عَن الْجَهْل {وَحَصُوراً} لم يكن لَهُ شَهْوَة إِلَى النِّسَاء {وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحين} من الْمُرْسلين

{هُنَالِكَ} عِنْد ذَلِك {دَعَا} وطمع {زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي} أَعْطِنِي {مِن لَّدُنْكَ} من عنْدك {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} ولدا صَالحا {إِنَّكَ سَمِيعُ الدعآء} مُجيب الدُّعَاء

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} أَي أحسن إِلَيْهَا حَتَّى قبلهَا مَكَان الْغُلَام {وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً} غذاها فِي الْعِبَادَة بِالسِّنِينَ والشهور وَالْأَيَّام والساعات غذَاء حسنا {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ضمهَا إِلَيْهِ للتربية {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب} يَعْنِي بَيتهَا الَّذِي كَانَت تعبد فِيهِ {وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً} فَاكِهَة الشتَاء فِي الصَّيف مثل الْقصب وَفَاكِهَة الصَّيف فِي الشتَاء مثل الْعِنَب {قَالَ يَا مَرْيَم أَنى لَكِ هَذَا} من أَيْن لَك هَذَا فِي غير حِينه {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله} أَتَانِي بِهِ جِبْرِيل {إنًّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ} يُعْطي من يَشَاء فِي حِينه وَفِي غير حِينه {بِغَيْرِ حِسَابٍ} بِلَا تَقْدِير وَلَا هدز

وَاذْكُر يَا مُحَمَّد {إِذْ قَالَتِ امْرَأَة عِمْرَانَ} حنة أم مَرْيَم {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ} جعلت لَك {مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} خَادِمًا لمَسْجِد بَيت الْمُقَدّس {فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيع} للدُّعَاء {الْعَلِيم} بالإجابة وَبِمَا فِي بَطْني

{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} بَعْضهَا على دين بعض وَولد بَعْضهَا من بعض {وَالله سَمِيعٌ} لمقالة الْيَهُود نَحن أَبنَاء الله وأحباؤه على دينه {عَلِيمٌ} بعقوبتهم وبمن هُوَ على دينه

نزلت هَذِه الْآيَة قَالَت الْيَهُود نَحن على دين آدم مُسلمين فَأنْزل الله {إِنَّ الله اصْطفى آدَمَ} اخْتَار آدم بِالْإِسْلَامِ {وَنُوحاً} بِالْإِسْلَامِ {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ} أَوْلَاد إِبْرَاهِيم بِالْإِسْلَامِ {وَآل عمرَان} مُوسَى وهرون بِالْإِسْلَامِ {عَلَى الْعَالمين} عالمي زمانهم وَيُقَال لَيْسَ عمرَان أَبَا مُوسَى وهرون

{قُلْ} يَا مُحَمَّد {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله} وَدينه {فَاتبعُوني} فاتبعوا ديني {يُحْبِبْكُمُ الله} يزدكم الله حبا إِلَى حبكم {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} فِي الْيَهُودِيَّة {وَالله غَفُورٌ} لمن تَابَ {رَّحِيمٌ} لمن مَاتَ على التَّوْبَة نزلت هَذِه الْآيَة فِي الْيَهُود لقَولهم نَحن أَبنَاء الله وأحباؤه على دينه فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة قَالَ عبد الله بن أبي يَأْمُرنَا مُحَمَّد أَن نحبه كَمَا أحبت النَّصَارَى الْمَسِيح وَقَالَت الْيَهُود يُرِيد مُحَمَّد أَن نتخذه رَبًّا حناناً كَمَا اتَّخذت النَّصَارَى عِيسَى حناناً فَأنْزل الله فِي قَوْلهم

{قُلْ أَطِيعُواْ الله} فِي الْفَرَائِض {وَالرَّسُول} فِي السّنَن {فإِن تَوَلَّوْا} أَعرضُوا عَن طاعتهما {فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْكَافرين} الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ فَلَمَّا

{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} ولدتها فَإِذا هِيَ جَارِيَة {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَى} ولدتها جَارِيَة {وَالله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} بِمَا ولدت {وَلَيْسَ الذّكر} فِي الْخدمَة والعورة {كالأنثى} كالجارية {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} أعتصمها بك وأمنعها بك {وَذُرِّيَّتَهَا} إِن كَانَ لَهَا ذُرِّيَّة {مِنَ الشَّيْطَان الرَّجِيم} اللعين

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست