responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 458
{اعلموا أَنَّمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا} مَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا {لَعِبٌ} فَرح {وَلَهْوٌ} بَاطِل {وَزِينَةٌ} منظر {وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ} فِي الْحسب وَالنّسب {وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} يذهب وَلَا يبْقى {كَمَثَلِ غَيْثٍ} مطر {أَعْجَبَ الْكفَّار} الزراع {نَبَاتُهُ} نَبَات الْمَطَر {ثُمَّ يَهِيجُ} يتَغَيَّر بعد خضرته {فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً} بعد خضرته {ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} يَابسا بعد صفرته كَذَلِك الدُّنْيَا لَا تبقى كَمَا لَا يبْقى هَذَا النَّبَات {وَفِي الْآخِرَة عَذَابٌ شَدِيدٌ} لمن ترك طَاعَة الله وَمنع حق الله {وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرِضْوَانٌ} فِي الْآخِرَة لمن أطَاع الله وَأدّى حق الله من مَاله {وَمَا الْحَيَاة الدنيآ} مَا فِي بَقَائِهَا وفنائها {إِلاَّ مَتَاعُ الْغرُور} كمتاع الْبَيْت من الْقدر والقصعة والسكرجة ثمَّ قَالَ لجَمِيع الْخلق

ثمَّ ذكر قُلُوبهم إِذا كَانُوا فِي الدُّنْيَا فَقَالَ {أَلَمْ يَأْنِ} ألم يحن وَقت {لِلَّذِينَ آمنُوا} بالعلانية {أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} أَن تلين وتذل وتخلص قُلُوبهم {لِذِكْرِ الله} وعد الله ووعيده وَيُقَال لتوحيد الله {وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحق} من الْأَمر وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام فِي الْقُرْآن {وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِين أُوتُواْ الْكتاب} أعْطوا الْعلم بِالتَّوْرَاةِ {من قبل} من قبل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن فهم أهل التَّوْرَاة {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد} الْأَجَل {فَقَسَتْ} غشيت ويبست وجفت {قُلُوبُهُمْ} عَن الْإِيمَان وهم الَّذين خالفوا دين مُوسَى {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ} من أهل التَّوْرَاة {فَاسِقُونَ} كافرون لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه فِي علم الله

{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْض} من الْقَحْط والجدوبة وَغَلَاء السّعر وتتابع الْجُوع {وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ} من الْأَمْرَاض والأوجاع والبلايا وَمَوْت الْأَهْل وَالْولد وَذَهَاب المَال {إِلاَّ فِي كِتَابٍ} يَقُول مَكْتُوب عَلَيْكُم فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ {مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ} أَن نخلقها تِلْكَ الْأَنْفس وَالْأَرْض {إِنَّ ذَلِك} حفظ ذَلِك {عَلَى الله يَسِيرٌ} هَين من غير كتاب وَلَكِن كتب

{سابقوا} بِالتَّوْبَةِ من ذنوبكم {إِلَى مَغْفِرَةٍ} إِلَى تجَاوز {مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} وَإِلَى جنَّة بِالْعَمَلِ الصَّالح {عَرْضُهَا كَعَرْضِ السمآء وَالْأَرْض} لَو وصلت بَعْضهَا إِلَى بعض {أُعِدَّتْ} خلقت وهيئت {لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّه وَرُسُلِهِ} من جَمِيع الْأُمَم {ذَلِكَ} الْمَغْفِرَة والرضوان وَالْجنَّة {فَضْلُ الله} من الله {يُؤْتِيهِ} يُعْطِيهِ {مَن يَشَآءُ} من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَالله ذُو الْفضل} ذُو الْمَنّ {الْعَظِيم} بِالْجنَّةِ

{لكَي لَا تأسوا}

{وَالَّذين آمَنُواْ بِاللَّه وَرُسُلِهِ} من جَمِيع الْأُمَم {أُولَئِكَ هُمُ الصديقون} فِي إِيمَانهم {والشهدآء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ} ثوابهم {وَنُورُهُمْ} على الصِّرَاط وَيُقَال وَالشُّهَدَاء مفصول من الْكَلَام الأول وهم الْأَنْبِيَاء الَّذين يشْهدُونَ على قَومهمْ بالتبليغ وَيُقَال هم الشُّهَدَاء للأنبياء على قَومهمْ وَيُقَال هم الشُّهَدَاء الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله لَهُم أجرهم ثوابهم ثَوَاب النَّبِيين بتبليغ الرسَالَة ونورهم على الصِّرَاط يَمْشُونَ بِهِ {وَالَّذين كفرُوا وكذبوا بآياتنآ} بِالْكتاب وَالرَّسُول {أُولَئِكَ أَصْحَاب الْجَحِيم} أهل النَّار

{اعلموا أَنَّ الله يُحْيِي الأَرْض} بالمطر {بَعْدَ مَوْتِهَا} بعد قحطها ويبوستها كَذَلِك يحيي الله بالمطر الْمَوْتَى {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَات} إحْيَاء الْمَوْتَى {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} لكَي تصدقوا بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت

أولى بكم النَّار {وَبِئْسَ الْمصير} صَارُوا إِلَيْهِ النَّار قرناؤهم الشَّيَاطِين وجيرانهم الْكفَّار وطعامهم الزقوم وشرابهم الْحَمِيم ولباسهم مقطعات النيرَان وزوارهم الْحَيَّات والعقارب

{إِنَّ المصدقين} من الرِّجَال {والمصدقات} من النِّسَاء بِالْإِيمَان وَيُقَال المصدقين من الرِّجَال والمتصدقات من النِّسَاء {وَأَقْرَضُواْ الله} فِي الصَّدقَات {قَرْضاً حَسَناً} محتسباً صَادِقا من قُلُوبهم {يُضَاعَفُ لَهُمْ} يقبل مِنْهُم ويضاعف لَهُم فِي الْحَسَنَات مَا بَين سبع إِلَى سبعين إِلَى سَبْعمِائة إِلَى ألفي ألف إِلَى مَا شَاءَ الله من الْأَضْعَاف {وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} ثَوَاب حسن فِي الْجنَّة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست