{مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ} من عمل للرحمن وَإِن لم يره {وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} مخلص بِالْعبَادَة والتوحيد يَقُول الله لَهُم
{واستمع} يَا مُحَمَّد حَتَّى تسمع صفة {يَوْمَ يُنَادِ المناد} وَيُقَال اعْمَلْ يَا مُحَمَّد ليَوْم يُنَادي الْمُنَادِي وَيُقَال انْتظر يَا مُحَمَّد يَوْم يُنَادي الْمُنَادِي فِي الصُّور {مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} إِلَى السَّمَاء من صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَهِي أقرب مَكَان إِلَى السَّمَاء من الأَرْض بِاثْنَيْ عشر ميلًا وَيُقَال من مَكَان قريب يسمعُونَ من تَحت أَقْدَامهم
{وَمِنَ اللَّيْل فَسَبِّحْهُ} فصل لَهُ صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء أَو التَّهَجُّد {وَأَدْبَارَ السُّجُود} وَهِي رَكْعَتَانِ بعد الْمغرب
{فاصبر} يَا مُحَمَّد {على مَا يَقُولُونَ} على مقَالَة الْيَهُود من الْكَذِب وَيُقَال اصبر على مَا يَقُولُونَ يَعْنِي على مقَالَة الْمُسْتَهْزِئِينَ وهم خَمْسَة رَهْط قد ذكرتهم فِي مَوضِع آخر {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} صل بِأَمْر رَبك {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْس} وَهِي صَلَاة الْغَدَاة {وَقَبْلَ الْغُرُوب} وَهِي صَلَاة الظّهْر وَالْعصر
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا} من الْخلق والعجائب {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} من أَيَّام أول الدُّنْيَا طول كل يَوْم ألف سنة من هَذِه الْأَيَّام أول يَوْم مِنْهَا يَوْم الْأَحَد وَآخر يَوْم مِنْهَا يَوْم الْجُمُعَة {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} مَا أَصَابَنَا من إعياء كَمَا قَالَت الْيَهُود حَيْثُ قَالُوا لما فرغ الله مِنْهَا وضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى واستراح يَوْم السبت كذب أَعدَاء الله على الله
{مَا تُوعَدُونَ} فِي الدُّنْيَا {لِكُلِّ أَوَّابٍ} مقبل إِلَى الله وَإِلَى طَاعَته {حَفِيظٍ} لأمر الله فِي الخلوات وَيُقَال على الصَّلَوَات
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ} قبل قَوْمك {مِّن قَرْنٍ} من الْقُرُون الْمَاضِيَة {هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم} من قَوْمك {بَطْشاً} قُوَّة {فَنَقَّبُواْ فِي الْبِلَاد} فطافوا وتقلبوا فِي الْأَسْفَار بتجاراتهم {هَلْ مِن مَّحِيصٍ} هَل كَانَ لَهُم ملْجأ ومفر من عذابنا وَيُقَال هَل بَقِي أحد مِنْهُم
{ادخلوها} يَعْنِي الْجنَّة (بِسَلاَمٍ) بسلامة من عَذَاب الله {ذَلِك يَوْمُ الخلود} خُلُود أهل الْجنَّة فى الْجنَّة
{إِنَّ فِي ذَلِك} فِي مَا صنع بهم {لذكرى} لعظة لقَوْمك {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} عقل حَيّ {أَوْ أَلْقَى السّمع} أَو اسْتمع إِلَى قِرَاءَة الْقُرْآن {وَهُوَ شَهِيدٌ} قلبه حَاضر غير غَائِب
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَة بِالْحَقِّ} بِالْخرُوجِ من الْقُبُور {ذَلِك يَوْمُ الْخُرُوج} من الْقُبُور وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 440