{وَللَّه مُلْكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض} خَزَائِن السَّمَوَات الْمَطَر وَالْأَرْض النَّبَات {يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ} من الْمُؤمنِينَ على الذَّنب الْعَظِيم وَهُوَ فضل مِنْهُ {وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} على الذَّنب الصَّغِير وَهُوَ عدل مِنْهُ وَيُقَال يغْفر لمن يَشَاء يكرم من يَشَاء بِالْإِيمَان وَالتَّوْبَة فيغفره ويعذب من يَشَاء يُمِيت من يَشَاء على الْكفْر والنفاق فيعذبه وَيُقَال يغْفر لمن يَشَاء من كَانَ أَهلا لذَلِك ويعذب من يشآء من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَكَانَ الله غَفُوراً} لمن تَابَ من الصَّغَائِر والكبائر {رَّحِيماً} لمن مَاتَ على التَّوْبَة
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلفُونَ} من غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة {مِنَ الْأَعْرَاب} من بني غفار وَأسلم وَأَشْجَع وديل وَقوم من مزينة وجهينة {شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} عَن الْخُرُوج مَعَك إِلَى الْحُدَيْبِيَة خفنا عَلَيْهِم الضَّيْعَة فَمن ذَلِك تخلفنا عَنْك {فَاسْتَغْفر لَنَا} يَا رَسُول الله بتخلفنا عَنْك إِلَى غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ} يسْأَلُون بألسنتهم الْمَغْفِرَة {مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} حَاجَة لذَلِك استغفرت لَهُم أم لم تستغفر لَهُم {قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله} فَمن يقدر لكم من عَذَاب الله {شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً} قتلا وهزيمة {أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً} نصرا وغنيمة وعافية {بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ} بتخلفكم عَن غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة {خَبِيرا}