responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 424
{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجنَّة خَالِدِينَ فِيهَا} مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا {جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وَيَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا

{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ} وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر قَالَ لِأَبِيهِ وَأمه قبل أَن يسلم {أُفٍّ لَّكُمَآ} قذراً لَكمَا {أتعدانني} أتحدثانني {أَنْ أُخْرَجَ} من الْقَبْر للبعث {وَقَدْ خَلَتِ} مَضَت {الْقُرُون مِن قَبْلِي} وَلم أرهم بعثوا وَكَانَ لَهُ جدان من أجداده مَاتَا فِي الْجَاهِلِيَّة جدعَان وَعُثْمَان ابْنا عَمْرو عناهما {وَهُمَا} يَعْنِي أَبَوَيْهِ {يستغيثان الله} يدعوان الله {وَيْلَكَ} ضيق الله عَلَيْك دنياك {آمن} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {إِنَّ وَعْدَ الله} بِالْبَعْثِ {حَقٌّ} كَائِن بعد الْمَوْت {فَيَقُول} عبد الرَّحْمَن {مَا هَذَا} الَّذِي يَقُول مُحَمَّد {إِلاَّ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلين} إِلَّا كذب الْأَوَّلين

{أُولَئِكَ} أجداد عبد الرَّحْمَن جدعَان وَعُثْمَان {الَّذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْل} هم الَّذين وَجب عَلَيْهِم القَوْل بالسخط وَالْعَذَاب {فِي أُمَمٍ} مَعَ أُمَم {قَدْ خَلَتْ} مَضَت {مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْجِنّ وَالْإِنْس}

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَان} أمرنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فِي الْقُرْآن {بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً} برا بهما وَهُوَ أَبُو بكر ابْن أبي قُحَافَة وَزَوجته {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ} فِي بَطنهَا {كُرْهاً} مشقة {وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} مشقة {وَحَمْلُهُ} فِي بطن أمه {وَفِصَالُهُ} فطامه عَن اللَّبن {ثَلاَثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} انْتهى ثَمَان عشرَة سنة إِلَى ثَلَاثِينَ سنة {وَبَلَغَ} انْتهى {أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ} أَبُو بكر {رَبِّ أوزعني} ألهمني {أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} بِالتَّوْحِيدِ {وعَلى وَالِدَيَّ} بِالتَّوْحِيدِ وَقد كَانَ آمن أَبَوَاهُ قبل هَذَا {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً} خَالِصا {ترضاه} تقبله {وَأصْلح لي فِي ذريتي} وَأكْرم ذريتي بِالتَّوْبَةِ وَالْإِسْلَام وَلم يكن مُسلما ابْنه عبد الرَّحْمَن قبل هَذَا ثمَّ أسلم بعد ذَلِك {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} إِنِّي أَقبلت إِلَيْك بِالتَّوْبَةِ {وَإِنِّي مِنَ الْمُسلمين} مَعَ الْمُسلمين على دينهم

{وَمِن قَبْلِهِ} من قبل الْقُرْآن {كِتَابُ مُوسَى} التَّوْرَاة {إِمَاماً} يقْتَدى بِهِ {وَرَحْمَةً} من الْعَذَاب لمن آمن بِهِ فَلم يُؤمنُوا وَلم يقتدوا بِهِ {وَهَذَا كِتَابٌ} هَذَا الْقُرْآن كتاب {مُّصَدِّقٌ} مُوَافق للتوراة بِالتَّوْحِيدِ وَصفَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته {لِّسَاناً عَرَبِيّاً} على مجْرى لُغَة الْعَرَب {لتنذر} لتخوف {الَّذين ظَلَمُواْ} أشركوا {وبشرى لِلْمُحْسِنِينَ} للْمُؤْمِنين بِالْجنَّةِ

{وَقَالَ الَّذين كَفَرُواْ} أَسد وغَطَفَان وحَنْظَلَة {لِلَّذِينَ آمَنُواْ} لجهينة وَمُزَيْنَة وَأسلم {لَوْ كَانَ خَيْراً} لَو كَانَ مَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيرا وَحقا {مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ} جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَأسلم {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ} لم يُؤمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن أَسد وغَطَفَان {فسيقولون هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} هَذَا الْقُرْآن كذب قد تقادم

بنيامين {على مِثْلِهِ} على مثل شَهَادَة عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {فَآمَنَ} عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} تعظمتم أَنْتُم يَا معشر الْيَهُود عَن الْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {إِنَّ الله لاَ يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمين} لَا يرشد إِلَى دين الْيَهُود من لم يكن أَهلا لذَلِك

{أُولَئِكَ الَّذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} بإحسانهم {وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ} وَلَا نعاقبهم بهَا {فِي أَصْحَابِ الْجنَّة} مَعَ أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة {وَعْدَ الصدْق} الْجنَّة {الَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} فى الدُّنْيَا

{إِنَّ الَّذين قَالُواْ رَبُّنَا الله} وحدوا الله {ثُمَّ استقاموا} على أَدَاء فَرَائض الله وَاجْتنَاب مَعَاصيه وَلم يروغوا روغان الثعالب {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم} فِيمَا يستقبلهم من الْعَذَاب {وَلَا هم يَحْزَنُونَ} على مَا خلفوا من خَلفهم وَيُقَال فَلَا خوف عَلَيْهِم حِين يخَاف أهل النَّار وَلَا هم يَحْزَنُونَ إِذا حزن غَيرهم

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست