{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً} لَو نزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ على غير مجْرى لُغَة الْعَرَب {لَّقَالُواْ} كفار مَكَّة {لَوْلاَ فُصِّلَتْ} هلا بيّنت وعربت {آيَاته} بِالْعَرَبِيَّةِ {أأعجمي وَعَرَبِيٌّ} قُرْآن أعجمي وَرجل عَرَبِيّ كَيفَ هَذَا {قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {هُوَ} يَعْنِي الْقُرْآن {لِلَّذِينَ آمَنُواْ} أبي بكر وَأَصْحَابه {هُدىً} من الضَّلَالَة {وَشِفَآءٌ} بَيَان لما فِي الصُّدُور من الْعَمى {وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه {فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} صمم {وَهُوَ} يَعْنِي الْقُرْآن {عَلَيْهِمْ عَمًى} حجَّة {أُولَئِكَ} أهل مَكَّة أَبُو جهل وَأَصْحَابه {يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} كَأَنَّهُمْ ينادون إِلَى التَّوْحِيد من السَّمَاء
{لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِل} لم يُخَالِفهُ التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَسَائِر الْكتب {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} من قبله {وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} وَلَا يكون من بعده كتاب فيخالفه وَيُقَال لَا تكذبه التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَسَائِر الْكتب من قبله وَلَا يكون من بعده كتاب فيكذبه وَيُقَال لم يَأْتِ إِبْلِيس إِلَى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قبل إتْيَان جِبْرِيل فَزَاد فِي الْقُرْآن وَلَا من بعد ذهَاب جِبْرِيل فنقص من الْقُرْآن وَيُقَال لَا يُخَالف الْقُرْآن بعضه بَعْضًا وَلَكِن يُوَافق بعضه بَعْضًا {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ} تكليم من حَكِيم فِي أمره وقضائه {حَمِيدٍ} مَحْمُود فِي فعاله