responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
{فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} عذابنا لهلاكهم {قَالُوا آمَنَّا بِاللَّه وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ} بِاللَّه {مُشْرِكِينَ} وَهَذَا بِاللِّسَانِ دون الْقلب عِنْد مُعَاينَة الْعَذَاب

{قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ} آدَمِيّ {مِّثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ} أرسل إِلَى جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ أبلغكم {أَنَّمَآ إِلَهكُم إِلَه وَاحِدٌ} بِلَا ولد وَلَا شريك {فاستقيموا إِلَيْهِ} فاقبلوا إِلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ من الشّرك {واستغفروه} وحدوه

{وَقَالُواْ} كفار مَكَّة أَبُو جهل وَأَصْحَابه {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} فِي أغطية {مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} من الْقُرْآن والتوحيد {وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ} صمم لَا نسْمع قَوْلك لنا {وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حجاب} ستر غطوا رُءُوسهم بالثياب ثمَّ قَالُوا يَا مُحَمَّد بَيْننَا وَبَيْنك حجاب ستر لَا نسْمع كلامك استهزاء مِنْهُم بك {فاعمل} فِي دينك لإلهك بهلاكنا {إِنَّنَا عَامِلُونَ} لِآلِهَتِنَا فِي ديننَا بهلاكك

{بَشِيراً} بِالْجنَّةِ {وَنَذِيراً} من النَّار يبشر بِالْجنَّةِ من آمن بِالْقُرْآنِ ويخوف من النَّار من كفر بِالْقُرْآنِ {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ} كفار مَكَّة عَن الْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} لَا يصدقون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَلَا يطيعون الله

{تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَن الرَّحِيم كِتَابٌ} يَقُول هَذَا كتاب تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فُصِّلَتْ} بيّنت {آيَاتُهُ} بِالْأَمر وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام {قُرْآناً عَرَبِيّاً} على مجْرى لُغَة الْعَرَب نزل الله جِبْرِيل بِهِ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لقوم يعلمُونَ} يصدقون بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن وَالْقُرْآن

{فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} عذابنا لهلاكهم فالإيمان عِنْد المعاينة لَا ينفع وَقبل ذَلِك ينفع وَكَذَلِكَ التَّوْبَة {سُنَّةَ الله} هَكَذَا سيرة الله {الَّتِي قَدْ خَلَتْ} مَضَت {فِي} على {عِبَادِهِ} بِالْعَذَابِ عِنْد التَّكْذِيب وَيرد الْإِيمَان وَالتَّوْبَة عِنْد المعاينة {وَخَسِرَ هُنَالِكَ} غبن بالعقوبة عِنْد المعاينة {الْكَافِرُونَ} بِاللَّه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا السَّجْدَة وهى كلهَا مَكِّيَّة
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

{فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} بِالْأَمر وَالنَّهْي {فَرِحُواْ} عجبوا {بِمَا عِنْدهم من الْعلم} الَّذين وَالْعَمَل وَكَانَ ذَلِك مِنْهُم ظنا بِغَيْر يَقِين {وَحَاقَ} نزل وَدَار {بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يستهزؤون} عُقُوبَة استهزائهم بالرسل

{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ} يسافروا كفار مَكَّة {فِي الأَرْض فَيَنظُرُواْ} ويتفكروا {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ} جَزَاء {الَّذين مِن قَبْلِهِمْ} كَيفَ أهلكناهم عِنْد تكذيبهم الرُّسُل {كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ} من أهل مَكَّة فِي الْعدَد {وَأَشَدَّ قُوَّةً} بِالْبدنِ {وَآثَاراً فِي الأَرْض} أَشد لَهَا طلبا وَأبْعد ذَهَابًا {فَمَآ أغْنى عَنْهُم} من عَذَاب الله {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يَقُولُونَ ويعملون فِي دينهم

{وَيُرِيكُمْ} يَا أهل مَكَّة {آيَاتِهِ} عجائبه الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وَاللَّيْل وَالنَّهَار وَالْجِبَال والسحاب والبحار وَغير ذَلِك وكل هَذَا من آيَات الله {فَأَيَّ آيَاتِ الله} أَي فَبِأَي آيَات الله {تُنكِرُونَ} تجحدون أَنَّهَا لَيست من الله

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {حم} يَقُول قضى مَا هُوَ كَائِن أَي بَين وَهُوَ قسم أقسم بِهِ

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست