responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
{الَّذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله} نزلت هَذِه الْآيَة فِي عُثْمَان بن عَفَّان وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف {ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ} بعد النَّفَقَة {مَنّاً} على الله {وَلاَ أَذًى} لصَاحِبهَا {لَّهُمْ أَجْرُهُمْ} ثوابهم {عِنْدَ رَبِّهِمْ} فِي الْجنَّة {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} فِيمَا يستقبلهم من الْعَذَاب {وَلَا هم يَحْزَنُونَ} عل مَا خلفوا من خَلفهم

{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} كَلَام حسن لأخيك فِي المغيب بِالدُّعَاءِ وَالثنَاء {وَمَغْفِرَةٌ} تجَاوز عَن مظْلمَة {خَيْرٌ} لَك وَله {مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً} تمن بهَا عَلَيْهِ وتؤذيه بذلك {وَالله غَنِيٌّ} عَن صَدَقَة المنان {حَلِيمٌ} إِذْ لم يعجل بعقوبة الْمِنَّة

{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم} أجر صَدقَاتكُمْ {بالمن} على الله مَعْنَاهُ الْعجب {والأذى} لصَاحِبهَا {كَالَّذي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاس} سمعة النَّاس {وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت {فَمَثَلُهُ} مثل صَدَقَة المنان وَصدقَة الْمُشرك {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} حجر (عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ) مطر شَدِيد {فَتَرَكَهُ صَلْداً} أجرد نقياً بِلَا تُرَاب {لاَّ يَقْدِرُونَ على شَيْءٍ} على ثَوَاب شَيْء فِي الْآخِرَة {مِّمَّا كَسَبُواْ} أَنْفقُوا فِي الدُّنْيَا بقول لَا يجد المنان والمؤذي ثَوَاب صدقته كَمَا لَا يُوجد عل الصفوان التُّرَاب بعد مَا أَصَابَهُ الْمَطَر الشَّديد {وَالله لاَ يَهْدِي} لَا يثيب {الْقَوْم الْكَافرين} والمرائين بنفقتهم فِي الشّرك والرياء كَذَلِك المنان لَا يثيبه الله بِنَفَقَتِهِ

{وَمَثَلُ الَّذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ} مثل أَمْوَال الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم {ابتغآء مَرْضَاتِ الله} طلب رضَا الله {وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ} تَصْدِيقًا وَحَقِيقَة ويقيناً من قُلُوبهم بالثواب {كَمَثَلِ جَنَّةٍ} بُسْتَان {بِرَبْوَةٍ} بمَكَان مُرْتَفع مستو {أَصَابَهَا وَابِلٌ} مطر شَدِيد كثير {فَآتَتْ أُكُلَهَا} أخرجت ثَمَرهَا {ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ} مطر كثير {فَطَلٌّ} فرش مثل الرذاذ يَعْنِي الندى وَهَذَا مثل نَفَقَة الْمُؤمن إِذا كَانَ بالإخلاص والخشية قَليلَة أَو كَثِيرَة يُضَاعف ثَوَابهَا كَمَا يُضَاعف ثَمَرَة الْبُسْتَان {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ} تنفقون {بَصِير}

{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ} يتَمَنَّى أحدكُم {أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} بُسْتَان {مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} كروم {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار} تطرد الْأَنْهَار من تَحت شَجَرهَا ومساكنها وغرفها {لَهُ فِيهَا} فِي الْجنَّة {مِن كُلِّ الثمرات} من ألوان الثمرات {وَأَصَابَهُ الْكبر وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ} عجزة عَن الْحِيلَة {فَأَصَابَهَآ} يَعْنِي تِلْكَ الْجنَّة {إِعْصَارٌ} يَعْنِي ريح حَار أَو بَارِد {فِيهِ نَارٌ فاحترقت كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الْآيَات} العلامات بِالْأَمر وَالنَّهْي {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} لكَي تَتَفَكَّرُوا فِي أَمْثَال الْقُرْآن وَهَذَا مثل الْكَافرين فِي الْآخِرَة يكونُونَ بِلَا حِيلَة وَلَا رُجُوع إِلَى الدُّنْيَا كَمَا أَن هَذَا الْكَبِير بَقِي بِلَا حِيلَة وَلَا رُجُوع إِلَى قوته وشبابه

{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ} من حلالات {مَا كَسَبْتُمْ} مَا جمعتم من الذَّهَب وَالْفِضَّة {وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْض} من النَّبَات يَعْنِي الْحُبُوب وَالثِّمَار {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبيث} لَا تعمدوا إِلَى الرَّدِيء من أَمْوَالكُم {مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ} بقابلية يَعْنِي الرَّدِيء إِذا كَانَ لكم حق على صَاحبكُم

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست