responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 360
{ذَلِك جَزَيْنَاهُمْ} أَي الَّذِي أَصَابَهُم عُقُوبَة لَهُم عاقبناهم {بِمَا كفرُوا} بِاللَّه وبنعمته {وَهل نجازي} نعاقب {إِلاَّ الكفور} الْكَافِر بِاللَّه وبنعمته

{قُلِ} يَا مُحَمَّد لكفار مَكَّة بني مليح {ادعوا الَّذين زَعَمْتُمْ} عَبدْتُمْ {مِّن دُونِ الله} حَتَّى يجيبوكم وَكَانُوا يعْبدُونَ الْجِنّ ويظنون أَنهم الْمَلَائِكَة قَالَ الله لَهُم {لاَ يَمْلِكُونَ} لَا يقدرُونَ أَن ينفعوكم {مِثُقَالَ ذَرَّةٍ} وزن ذرة {فِي السَّمَاوَات} مِمَّا فِي السَّمَوَات

{وَمَا كَانَ الله} لإبليس {عَلَيْهِمْ} على بني آدم {مِّن سُلْطَانٍ} من مقدرَة ونفاذ أَمر {إِلاَّ لِنَعْلَمَ} إِلَّا بِقدر مَا نرى ونميز {مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَة} من علمت فِي الْقدَم أَن يُؤمن بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت {مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا} من قيام السَّاعَة {فِي شَكٍّ} ريب {وَرَبُّكَ} يَا مُحَمَّد {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} من أَعْمَالهم {حَفُيظٌ} عليم

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} قَوْله أَي ظن بهم ظنا فَوَافَقَ ظَنّه قَوْله {فَاتَّبعُوهُ} فِي الْكفْر {إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤمنِينَ} جملَة الْمُؤمنِينَ وَيُقَال فَاتَّبعُوهُ بالمعصية إِلَّا فريقاً طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ وهم سَبْعُونَ ألفا الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة بِلَا حِسَاب وَلَا عَذَاب

{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ} بَين أهل سبأ {وَبَيْنَ} أهل {الْقرى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} بِالْمَاءِ وَالشَّجر يَعْنِي الْأُرْدُن وفلسطين {قُرًى ظَاهِرَةً} مُتَّصِلَة مُعَاينَة {وَقَدَّرْنَا فِيهَا} يَعْنِي الْقرى {السّير} على قدر المقيل وَالْمَبِيت {سِيرُواْ فِيهَا} سافروا فِيهَا {لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ} من الْجُوع والعطش واللصوص فَقَالَ لَهُم الْأَنْبِيَاء بعد ذَلِك اشكروا نعْمَة ربكُم لِئَلَّا يَأْخُذهَا مِنْكُم كَمَا أَخذ النِّعْمَة الأولى

{فَأَعْرَضُواْ} عَن الْإِيمَان وَإجَابَة الرُّسُل وَلم يشكروا بذلك {فَأَرْسَلْنَا} سُلْطَانا {عَلَيْهِمْ سَيْلَ العرم} سيل الْوَادي فَأهْلك مَا كَانَ لَهُم من الْبَسَاتِين والبيوت وَالنَّعِيم وَغير ذَلِك والعرم وَاد فِي الْيَمين يُقَال لَهُ وَادي الشّجر وَكَانَ فِيهِ مسناة يحبسون المَاء فِي الْوَادي بذلك وَكَانَ لَهَا ثَلَاثَة أَبْوَاب بَعْضهَا أَسْفَل من بعض فهدم الله تِلْكَ المسناة وأهلكهم بذلك المَاء {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ} اللَّتَيْنِ هلكتا {جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} ثَمَر خمط أَرَاك {وَأَثْلٍ} طرفاء {وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ} من شجر قَلِيل الثَّمر كثير الشوك

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ} لأهل سبأ قَرْيَة فِي الْيمن {فِي مَسْكَنِهِمْ} فِي مَنَازِلهمْ {آيَةٌ} عَلامَة {جَنَّتَانِ} بستانان {عَن يَمِينٍ} يَمِين الطَّرِيق {وَشِمَالٍ} شمال الطَّرِيق وَكَانَ ثَلَاث عشرَة قَرْيَة نَحْو الْيَمين بعث الله إِلَيْهِم ثَلَاثَة عشر نَبيا فَقَالَ لَهُم الْأَنْبِيَاء {كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ} من فضل ربكُم من الثِّمَار وَالنَّعِيم {واشكروا لَهُ} بِالتَّوْحِيدِ {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} هَذِه بَلْدَة طيبَة لَيست بسبخة {وَرَبٌّ غَفُورٌ} لمن آمن بِهِ وَتَابَ

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ} على سُلَيْمَان {الْمَوْت} كَانَ سُلَيْمَان مَيتا قَائِما فِي محرابه سنة {مَا دَلَّهُمْ على مَوْتِهِ} موت سُلَيْمَان {إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ} الأرضة {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} عَصَاهُ وَيُقَال عنزته {فَلَمَّا خَرَّ} وَقع سُلَيْمَان {تَبَيَّنَتِ الْجِنّ} تبين للإنس أَن الْجِنّ لَا يعلمُونَ {أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْب مَا لَبِثُواْ فِي الْعَذَاب المهين} الشَّديد من الْعَمَل بالسخرة وَكَانَ قبل ذَلِك يظنّ الْإِنْس أَن الْجِنّ يعلمُونَ الْغَيْب فَتبين لَهُم بعد ذَلِك أَنهم لَا يعلمُونَ

قطاع كالجواب كحياض الْإِبِل لَا تتحرك {وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} ثابتات عِظَام لَا ترفع يَأْكُل مِنْهَا ألف رجل {اعْمَلُوا آل دَاوُد} يَعْنِي سُلَيْمَان {شُكْراً} دَائِما بِمَا أَنْعَمت عَلَيْكُم يَقُول اعْمَلُوا عملا خيرا حَتَّى تُؤَدُّوا بذلك شكر مَا أَنْعَمت عَلَيْكُم {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكُور} من يُؤَدِّي شكر الشكُور

{فَقَالُواْ رَبَّنَا} يَا رَبنَا {بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} مسيرنا {وظلموا أَنفُسَهُمْ} بالْكفْر والشرك وَتركُوا شكر ذَلِك {فجعلناهم أَحَادِيث} لمن بعدهمْ {ومزقناهم} فرقناهم فِي الْبلدَانِ {كُلَّ مُمَزَّقٍ} مفرق وأهلكناهم كل مهلك {إِنَّ فِي ذَلِكَ} فِيمَا تقدم فعلنَا بهم {لآيَاتٍ} لعلامات وعبرات {لِّكُلِّ صَبَّارٍ} على الطَّاعَة {شَكُورٍ} بنعم الله

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست