{وَكَانَ عِندَ الله وَجِيهاً} لَهُ الْقدر والمنزلة
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَة} الطَّاعَة وَالْعِبَادَة {عَلَى السَّمَاوَات} على أهل السَّمَوَات {وَالْأَرْض وَالْجِبَال} على وَجه الِاخْتِيَار والتخصيص {فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا} بالثواب وَالْعِقَاب {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} خفن مِنْهَا من حملهَا {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان} آدم بالثواب وَالْعِقَاب {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً} بحملها وَيُقَال بِأَكْلِهِ من الشَّجَرَة {جَهُولاً} بعاقبتها
{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ اتَّقوا الله} أطِيعُوا الله فِيمَا أَمركُم {وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} عدلا لَا إِلَه إِلَّا الله
فَلَمَّا نزلت بشرى الْمُؤمنِينَ بِالْفَضْلِ قَالَ المُنَافِقُونَ وَمَا لنا يَا رَسُول الله فَنزل {لِّيُعَذِّبَ الله الْمُنَافِقين} وَيُقَال قبل آدم الْأَمَانَة ليعذب الله الْمُنَافِقين لكَي يعذب الْمُنَافِقين من الرِّجَال {والمنافقات} من النِّسَاء {وَالْمُشْرِكين} من الرِّجَال {والمشركات} من النِّسَاء بتركهم الْأَمَانَة لأَنهم كَانُوا فِي صلب آدم حَيْثُ قبل آدم الْأَمَانَة {وَيَتُوبَ الله} لكَي يَتُوب الله {عَلَى الْمُؤمنِينَ} المخلصين من الرِّجَال {وَالْمُؤْمِنَات} المخلصات من النِّسَاء بِمَا يكون مِنْهُم من تَقْصِير الْأَمَانَة {وَكَانَ الله غَفُورًا} لمن تَابَ مِنْهُم {رحِيما} بِالْمُؤْمِنِينَ
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا سبأ وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وَخَمْسُونَ آيَة وكلمها ثَمَانمِائَة وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ كلمة وحروفها ألف وخمسائة وَاثنا عشر حرفا {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 358