responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
{قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد أَيْضا {أَرَأَيْتُمْ} مَا تَقولُونَ {إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ} إِن ترك الله عَلَيْكُم {النَّهَار سَرْمَداً} دَائِما {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} لَا ليل فِيهِ {مَنْ إِلَه غَيْرُ الله} سوى الله {يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ} تستقرون فِيهِ {أَفلاَ تُبْصِرُونَ} أَفلا تصدقُونَ من جعل لكم خلق اللَّيْل وَالنَّهَار

{قَالَ} قَارون {إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ} أَعْطَيْت هَذَا المَال الذى أَعْطَيْت {على علم عِنْدِي} على مَا علم الله أَنِّي أهل لذَلِك وَيُقَال يصنع الذَّهَب بالكيمياء {أَو لم يَعْلَمْ} قَارون {أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُون} الْمَاضِيَة {مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً} بِالْبدنِ {وَأَكْثَرُ جَمْعاً} مَالا ورجالاً {وَلَا يسْأَل عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون} الْمُشْركُونَ يَوْم الْقِيَامَة كل يعرف بسيماه

{وابتغ} اطلب {فِيمَآ آتَاكَ الله} بِمَا أَعْطَاك الله بِالْمَالِ {الدَّار الْآخِرَة} يَعْنِي الْجنَّة {وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} لَا تتْرك نصيبك من الْآخِرَة بنصيبك من الدُّنْيَا وَيُقَال لَا تنقص نصيبك من الدُّنْيَا بِمَا أنفقت وَأعْطيت للآخرة {وَأَحْسِن} إِلَى الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين {كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ} بِالْمَالِ {وَلاَ تَبْغِ الْفساد فِي الأَرْض} لَا تعْمل بِالْمَعَاصِي وَخلاف أَمر الرَّسُول مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين} بِالْمَعَاصِي

{فَخَرَجَ} قَارون {على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ}

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى} ابْن عَم مُوسَى {فبغى عَلَيْهِمْ} فتطاول على مُوسَى وَهَارُون وقومهما فَقَالَ لمُوسَى الرسَالَة ولهارون الحبورة وَلست فِي شَيْء لَا أرْضى بِهَذَا ورد على مُوسَى نبوته {وَآتَيْنَاهُ} أعطيناه {مِنَ الْكُنُوز} يَعْنِي الْأَمْوَال {مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ} مَفَاتِيح خزائنه {لَتَنُوءُ بالعصبة} لتثقل بِالْجَمَاعَة {أُوْلِي الْقُوَّة} ذَوي الْقُوَّة وهم أَرْبَعُونَ رجلا يحملون مَفَاتِيح خزانته {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ} قوم مُوسَى {لاَ تَفْرَحْ} لَا تبطر بِالْمَالِ وتشرك {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين} البطرين فِي المَال

{وَمِن رَّحْمَتِهِ} نعْمَته {جَعَلَ لَكُمُ} خلق لكم {اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} لتستقروا فِي اللَّيْل {وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} لكَي تَطْلُبُوا بِالنَّهَارِ فَضله بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لكَي تشكروا نعْمَته عَلَيْكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار

{قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة {أَرَأَيْتُمْ} مَا تَقولُونَ يَا معشر الْكفَّار {إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ اللَّيْل} إِن ترك الله عَلَيْكُم اللَّيْل مظلماً {سَرْمَداً} دَائِما {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} لَا نَهَار فِيهِ {مَنْ إِلَه غَيْرُ الله} سوى الله {يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ} بنهار {أَفَلاَ تَسْمَعُونَ} أَفلا تطيعون من جعل لكم اللَّيْل وَالنَّهَار

{لَهُ الْحَمد} لَهُ الشُّكْر {فِي الأولى وَالْآخِرَة} على أهل الأَرْض وَالسَّمَاء وَيُقَال لَهُ الْحَمد والْمنَّة وَالْفضل وَالْإِحْسَان فِي الأولى وَالْآخِرَة على أهل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة {وَلَهُ الحكم} الْقَضَاء بَينهم {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بعد الْمَوْت

{وَيَوْمَ} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} تَقولُونَ إِنَّهُم شركائي

{وَنَزَعْنَا} أخرجنَا {مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً} نَبيا يشْهد عَلَيْهِم بالبلاغ وَهُوَ نَبِيّهم الَّذِي كَانَ فيهم فِي الدُّنْيَا {فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} حجتكم لماذا رددتم على الرُّسُل {فَعَلمُوا} علم كل أمة {أَنَّ الْحق لِلَّهِ} أَن عبَادَة الله وَدين الله الْحق وَأَن الْقَضَاء فيهم لله {وَضَلَّ عَنْهُمْ} اشْتغل عَنْهُم بِأَنْفسِهِم {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يعْبدُونَ بِالْكَذِبِ

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست