responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 301
{وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا} فِي النَّار ألقوا {مَكَاناً ضَيِّقاً} كضيق الزج فِي الرمْح {مُّقَرَّنِينَ} مسلسلين مَعَ الشَّيَاطِين {دَعَوْاْ هُنَالِكَ} عِنْد ذَلِك التضيق {ثُبُوراً} ويلا يَقُولُونَ واويلاه واثبوراه

لمن تَابَ مِنْهُم {رَّحِيماً} لمن مَاتَ على التَّوْبَة

{قَالُواْ} يَعْنِي الْأَصْنَام {سُبْحَانَكَ} نزهوه {مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ} يسْتَحق لنا {أَن نَّتَّخِذَ} نعْبد {مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ} أَرْبَابًا وَيُقَال قَالُوا يَعْنِي الْمَلَائِكَة سُبْحَانَكَ نزهوه مَا كَانَ يَنْبَغِي لنا لَا يجوز لنا أَن نتَّخذ نعْبد من دُونك من أَوْلِيَاء أَرْبَابًا فَكيف جَازَ لنا أَن نأمرهم بِأَن يعبدونا {وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ} أجلتهم فِي الْكفْر {وَآبَآءَهُمْ} قبلهم {حَتَّى نَسُواْ الذّكر} حَتَّى تركُوا التَّوْحِيد وطاعتك

{وَيَوْم} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {نحشرهم} يَعْنِي عَبدة الْأَوْثَان {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} من الْأَصْنَام {فَيَقُولُ} الله للأصنام وَيُقَال للْمَلَائكَة {أأنتم أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ} عَن طَاعَتي وأمرتموهم بعبادتكم {أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيل} طرقوا الطَّرِيق وعبدوكم بهوى أنفسهم

{لَهُمْ فِيهَا} فِي الْجنَّة {مَا يَشَآؤونَ} مَا يتمنون ويشتهون {خَالِدِينَ} مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون وَلَا يخرجُون {كَانَ على رَبِّكَ وَعْداً مسؤولا} سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة لأبي جهل وَأَصْحَابه {أذلك} الَّذِي ذكرت من الويل وَالثُّبُور والسعير {خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخلد} لمُحَمد وَأَصْحَابه {الَّتِي وُعِدَ المتقون} الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش {كَانَتْ} صَارَت {لَهُمْ} جنَّة الْخلد {جَزَآءً وَمَصِيراً} فِي الْآخِرَة

يَقُول الله لَهُم {لاَّ تَدْعُواْ الْيَوْم ثُبُوراً وَاحِداً} ويلا وَاحِدًا {وَادعوا ثُبُوراً كَثِيراً} بِمَا أَصَابَكُم

{إِذَا رَأَتْهُمْ} النَّار {مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} من مسيرَة خَمْسمِائَة عَام {سَمِعُواْ لَهَا} للنار {تَغَيُّظاً} كتغيظ بني آدم {وَزَفِيراً} صَوتا كصوت الْحمار

{بَلْ كَذَّبُواْ بالساعة} وَلَكِن كذبُوا بِقِيَام السَّاعَة {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة} بِقِيَام السَّاعَة {سَعِيراً} نَارا وقودا

{تَبَارَكَ} يَقُول تَعَالَى {الَّذِي إِن شَآءَ} قد شَاءَ {جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذَلِك} مِمَّا قَالُوا {جَنَّاتٍ} بساتين فِي الْآخِرَة {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا} من تَحت شَجَرهَا ومساكنها {الْأَنْهَار} أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن {وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً} وَقد جعل لَك قصوراً فِي الْجنَّة من الذَّهَب وَالْفِضَّة خيرا لَك مِمَّا قَالُوا لَو كَانَ ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَيُقَال إِن شَاءَ الله يَجْعَل لَك فِي الدُّنْيَا مَا قَالُوا من الْقُصُور والبساتين يَعْنِي يفتح لَك الْحُصُون والمدائن فِي الشرق والغرب برغم الْكفَّار

{انْظُر} يَا مُحَمَّد {كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الْأَمْثَال} كَيفَ بينوا وَسموا لَك الْأَسْمَاء سَاحر وكاهن وَكَذَّاب وشاعر وَمَجْنُون وَيُقَال كَيفَ شبهوكم بالمسحور {فضلوا} فضلت حيلهم فأخطئوا {فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} مخرجا مِمَّا قَالُوا فِيك وَلَا حجَّة على مَا قَالُوا لَك

{وَقَالُواْ} أَبُو جهل وَأَصْحَابه وَالنضْر وَأَصْحَابه وَأُميَّة بن خلف وَأَصْحَابه {مَا لهَذَا الرَّسُول} مَا هَذَا الرَّسُول {يَأْكُلُ الطَّعَام} كَمَا نَأْكُل {وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاق} يتَرَدَّد وَيَمْشي فِي الطَّرِيق كَمَا نتردد ونمشي {لَوْلَا} هلا {أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} معينا يُخبرهُ بِمَا يُرَاد بِهِ من سوء

{أوْ يلقى إِلَيْهِ كَنْزٌ} أَو ينزل عَلَيْهِ مَال فيستعين بِهِ {أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ} بُسْتَان {يَأْكُلُ مِنْهَا} فيشبع {وَقَالَ الظَّالِمُونَ} الْمُشْركُونَ أَبُو جهل وَالنضْر وَأُميَّة وأصحابهم {إِن تَتَّبِعُونَ} مُحَمَّدًا لَا تتبعون {إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} مغلوب الْعقل مَجْنُونا

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست