responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 296
{يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ} أَخذ دهن الْقنْدِيل من دهن شَجَرَة {مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} وَهِي شَجَرَة الزَّيْتُون {لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} بفلاة على تلعة لَا يُصِيبهَا ظلّ الشرق وَلَا ظلّ الغرب وَيُقَال بمَكَان لَا تصيبها الشَّمْس حِين طلعت وَلَا حِين غربت {يَكَادُ زَيْتُهَا} زَيْت الشَّجَرَة {يضيء} من وَرَاء قشرها {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ} وَإِن لم تمسسه {نَارٌ نُّورٌ على نُورٍ} فَهُوَ النُّور على النُّور الْمِصْبَاح نور والقنديل نور وَالزَّيْت نور {يَهْدِي الله لِنُورِهِ} يكرم الله بنوره يَعْنِي الْمعرفَة وَيُقَال يكرم الله بِدِينِهِ {مَن يَشَآءُ} من كَانَ أَهلا لذَلِك وَيُقَال مثل نوره نور مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أصلاب آبَائِهِ على هَذَا الْوَصْف إِلَى قَوْله توقد من شَجَرَة مباركة يَقُول كَانَ نور مُحَمَّد فِي إِبْرَاهِيم حَنِيفا مُسلما زيتونة دين حنيفية لَا شرقية وَلَا غربية لم يكن لإِبْرَاهِيم يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا يكَاد زيتها يَقُول تكَاد أَعمال إِبْرَاهِيم تضيء فِي أصلاب آبَائِهِ على هَذَا الْوَصْف إِلَى قَوْله توقد من شَجَرَة مباركة يَقُول كَأَنَّهُ نور مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو لم تمسسه نَار رأى لَو لم يكن إِبْرَاهِيم نَبيا لَكَانَ لَهُ هَذَا النُّور أَيْضا وَيُقَال لَو لم تمسسه نَار لَو لم يكرم الله إِبْرَاهِيم لم يكن لَهُ هَذَا النُّور وَيُقَال لَو لم يكرم الله عَبده الْمُؤمن بِهَذَا النُّور لم يكن لَهُ هَذَا النُّور {وَيَضْرِبُ الله الْأَمْثَال لِلنَّاسِ} هَكَذَا يبين الله صفة الْمعرفَة للنَّاس {وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ} من كرامته لِعِبَادِهِ {عَلَيِمٌ} وَهَذَا مثل ضربه الله للمعرفة وبيَّن مَنْفَعَتهَا ومدحتها لكَي يشكروا بهَا يَقُول كَمَا أَن للسراج نور يهتدى بِهِ كَذَلِك الْمعرفَة نور يهتدى بهَا وكما أَن الْقنْدِيل نور ينْتَفع بِهِ كَذَلِك الْمعرفَة نور يهدى بهَا وكما أَن الْكَوَاكِب الدرية بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر كَذَلِك الْمعرفَة يهتدى بهَا فِي ظلمات الْكفْر والشرك وكما أَن دهن الْقنْدِيل من زيتونة مباركة كَذَلِك الْمعرفَة من الله تَعَالَى لعَبْدِهِ وكما أَن الزيتونة لَا شرقية وَلَا غربية كَذَلِك دين الْمُؤمن حنيفي لَا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ وكما أَن زَيْت الشَّجَرَة نور مضيء وَإِن لم تصبه النَّار فَكَذَلِك شرائع إِيمَان الْمُؤمنِينَ ممدوح وَإِن لم يكن مَعهَا غَيرهَا من الْفَضَائِل وكما أَن السراج والقنديل والمشكاة نور على نور كَذَلِك الْمعرفَة نور وقلب الْمُؤمن نور وصدره نور ومدخله نور ومخرجه نور على نور يهدي الله لنوره من يَشَاء يكرم الله بِهَذَا النُّور من كَانَ أَهلا لذَلِك فَهَذَا وصف الله للمعرفة

{فِي بُيُوتٍ} يَقُول هَذِه الْقَنَادِيل معلقَة فِي بيُوت وَيُقَال بيُوت {أَذِنَ الله} أَمر الله {أَن تُرْفَعَ} أَن تبنى وَهِي الْمَسَاجِد {وَيُذْكَرَ فِيهَا} فِي الْمَسَاجِد {اسْمه} توحيده {يُسَبِّحُ لَهُ} يصلى لله {فِيهَا} فِي الْمَسَاجِد {بِالْغُدُوِّ} غدْوَة صَلَاة الْفجْر {وَالْآصَال} عَشِيَّة صَلَاة الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء

{رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ} لَا تشغلهم {تِجَارَةٌ} فِي الجلب {وَلاَ بَيْعٌ} يدا بيد {عَن ذِكْرِ الله} عَن طَاعَة الله وَيُقَال عَن الْأَوْقَات الْخمس {وَإِقَامِ الصَّلَاة} إتْمَام الصَّلَوَات الْخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وَمَا يجب فِيهَا فِي مواقيتها {وَإِيتَآءِ الزَّكَاة} أَي أَدَاء زَكَاة أَمْوَالهم {يَخَافُونَ يَوْماً} عَذَاب يَوْم وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوب والأبصار} حَالا بعد حَال يعْرفُونَ حينا وَلَا يعْرفُونَ حينا

{لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} بِإِحْسَان مَا عمِلُوا فِي الدُّنْيَا {وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ} من كرامته بِوَاحِدَة تِسْعَة {وَالله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} بِلَا تَقْدِير وَلَا هنداز وَلَا منَّة

{وَالَّذين كفرُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {أَعْمَالُهُمْ} مثل أَعْمَالهم فِي الْآخِرَة {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} فِي بقاع من الأَرْض {يَحْسَبُهُ الظمآن مَآءً} العطشان مَاء من الْبعد {حَتَّى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} من الشَّرَاب فَكَذَلِك لَا يجد الْكَافِر من ثَوَاب عمله شَيْئا يَوْم الْقِيَامَة {وَوَجَدَ الله عِندَهُ} وَوجد عِنْد الله عُقُوبَة ذنُوبه وَيُقَال وجد الله مستعداً لعذابه {فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} فوفره عَذَابه {وَالله سَرِيعُ الْحساب} شَدِيد الْعَذَاب وَيُقَال إِذا حاسب فحسابه سريع

{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ} يَقُول مثل النكرَة فِي قلب الْكَافِر كظلمة فِي بَحر لجي فِي غمر عميق {يَغْشَاهُ} يعلوه يَعْنِي الْبَحْر {مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ} آخر {مِّن فَوْقِهِ} من فَوق الموج الثَّانِي {سَحَابٌ} كَذَلِك قلب الْكَافِر مثل النكرَة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست