responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
{يَوْمَ} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ} على عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه {أَلْسِنَتُهُمْ} بِمَا قَالُوا {وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فِي الدُّنْيَا

ثمَّ أَمرهم بِحِفْظ الْعين والفرج فَقَالَ {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ} يَا مُحَمَّد {يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ} يكفوا أَبْصَارهم عَن الْحَرَام وَمن صلَة فِي الْكَلَام {وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ} عَن الْحَرَام {ذَلِك} حفظ الْعين والفرج (أزكى) أصلح {لَهُمْ} وَخير لَهُم {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} من الْخَيْر وَالشَّر

ثمَّ رخص لَهُم فِي الدُّخُول فِي بيُوت غير بُيُوتهم بِغَيْر إِذن وَهِي الْخَانَات على الطّرق فَقَالَ {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} حرج {أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} لَيْسَ فِيهَا سَاكن مَعْلُوم مثل الْخَانَات وَغير ذَلِك {فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} مَنْفَعَة لكم من الْحر وَالْبرد فِي الشتَاء والصيف {وَالله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} من الاسئذان وَالتَّسْلِيم {وَمَا تَكْتُمُونَ} من الْجَواب وَالْإِذْن

{فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ} فِي الْبيُوت {أَحَداً} يَأْذَن لكم {فَلاَ تَدْخُلُوهَا} بِغَيْر إِذن {حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ} بِالدُّخُولِ {وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجعُوا} إِن ردوكم {فَارْجِعُوا} وَلَا تقوموا على أَبْوَاب النَّاس {هُوَ} الرُّجُوع {أزكى لَكُمْ} أصلح لكم من أَن تقوموا على أَبْوَاب النَّاس {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ} من الاسْتِئْذَان وَغَيره {عَلِيمٌ}

ثمَّ نَهَاهُم عَن دُخُول بَعضهم على بعض بِغَيْر إِذن فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} لَيْسَ لكم أَن تدْخلُوا بُيُوتًا {حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ على أَهْلِهَا} ثمَّ تستأنسوا فَيَقُول أَدخل مقدم ومؤخر {ذَلِكُم} التَّسْلِيم والاستئذان {خَيْرٌ لَّكُمْ} وَأصْلح {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} لكَي تتعظوا فَلَا يدْخل بَعْضكُم على بعض بِغَيْر إِذن

{يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الْحق} يوفيهم الله جَزَاء أَعْمَالهم بِالْعَدْلِ {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله} يَعْنِي أَن مَا قَالَ الله فِي الدُّنْيَا {هُوَ الْحق الْمُبين}

ثمَّ نزل فِي شَأْن عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه الَّذين خَاضُوا فِي أَمر عَائِشَة وَصَفوَان فَقَالَ {إِنَّ الَّذين يَرْمُونَ} بِالزِّنَا {الْمُحْصنَات} الْحَرَائِر {الْغَافِلَات} عَن الزِّنَا العفائف {الْمُؤْمِنَات} المصدقات بتوحيد الله يَعْنِي عَائِشَة {لُعِنُواْ} عذبُوا {فِي الدُّنْيَا} بِالْجلدِ {وَالْآخِرَة} بالنَّار يَعْنِي عبد الله بن أبي {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} شَدِيد أَشد مِمَّا يكون فِي الدُّنْيَا يَعْنِي عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه

{والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله} فِي طَاعَة الله وَكَانَ مهاجرياً {وَلْيَعْفُواْ} يتْركُوا {وليصفحوا} يتجاوزوا {أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ} أَلا تحب يَا أَبَا بكر أَن يغْفر الله لَك {وَالله غَفُورٌ} متجاوز {رَّحِيمٌ} لمن تَابَ فَقَالَ أَبُو بكر بلَى أحب يَا رب فألطف بقرابته وَأحسن إِلَيْهِ بعد مَا نزلت هَذِه الْآيَة

{وَقُل} يَا مُحَمَّد {لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ} يكففن {مِنْ أبصارهن} عَن الْحَرَام ورؤية الرِّجَال من صلَة فِي الْكَلَام {وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} عَن الْحَرَام {وَلاَ يُبْدِينَ} وَلَا يظهرن {زِينَتَهُنَّ} الدملوج والوشاح {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} من ثِيَابهَا {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}

وَنزل فيهم أَيْضا {الخبيثات} من القَوْل وَالْفِعْل {لِلْخَبِيثِينَ} من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَيُقَال بهم تلِيق {والخبيثون} من الرِّجَال وَالنِّسَاء {لِلْخَبِيثَاتِ} من القَوْل وَالْفِعْل يتبعُون وَيُقَال بهم تلِيق وَيُقَال الخبيثات من النِّسَاء حمْنَة بنت جحش الأَسدِية الَّتِي خاضت فِي أَمر عَائِشَة للخبيثين من الرِّجَال عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه وَحسان بن ثَابت تشبه والخبيثون من الرِّجَال عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه للخبيثات من النِّسَاء اللَّاتِي خضن فِي أَمر عَائِشَة تشبه {والطيبات} من القَوْل وَالْفِعْل {لِلطَّيِّبِينَ} من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَيُقَال بهم تلِيق {والطيبون} من الرِّجَال وَالنِّسَاء {لِلْطَّيِّبَاتِ} من القَوْل وَالْفِعْل يتبعُون وَيُقَال بهم تلِيق وَيُقَال والطيبات من النِّسَاء يَعْنِي عَائِشَة للطيبين من الرِّجَال يعْنى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للطيبات يَعْنِي عَائِشَة تشبه {أُولَئِكَ} عَائِشَة وَصَفوَان {مبرؤون مِمَّا يَقُولُونَ} عَلَيْهِم من الْفِرْيَة {لَهُم مَّغْفِرَةٌ} لذنوبهم فِي الدُّنْيَا {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} فِي الْجنَّة يَقُول إِذا أثني على الرجل وَالْمَرْأَة ثَنَاء حسنا وَكَانَا أَهلا لذَلِك صدق بِهِ عَلَيْهِمَا وَيَقُول من سَمعه هما كَذَلِك وَإِذا أثني على الرجل وَالْمَرْأَة الخبيثين ثَنَاء سَيِّئًا وَكَانَا أَهلا لَهُ صدق بِهِ عَلَيْهِمَا وَيَقُول من سَمعه هما كَذَلِك

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست