اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 278
{مَن كَانَ يَظُنُّ} يحْسب {أَن لَّن يَنصُرَهُ الله} يعْنى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالغلبة {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة} بالعذر وَالْحجّة {فَلْيَمْدُدْ} فليربط {بِسَبَبٍ} بِحَبل {إِلَى السمآء} إِلَى سَمَاء بَيته {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} ليختنق {فَلْيَنْظُرْ} فليتفكر فِي نَفسه {هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} اختناقه {مَا يَغِيظُ} غيظه فى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال فِيهِ وَجه آخر من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله فِي الدُّنْيَا بالرزق وَالْآخِرَة بالثواب فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء فليربط حبلاً إِلَى سقف بَيته ثمَّ ليقطع فَلْينْظر فِي نَفسه هَل يذْهبن كَيده اختناقه مَا يغيظه غيظة فِي رزقه
{هَذَانِ خَصْمَانِ} أهل دينين من الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى {اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} فِي دين رَبهم فَقَالَ كل وَاحِد مِنْهُم أَنا أولى بِاللَّه بِدِينِهِ فَحكم الله بَينهم فَقَالَ {فَالَّذِينَ كَفَرُواْ} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} قمص وجباب من نَار {يُصَبُّ من فَوق رؤوسهم} على رُءُوسهم {الْحَمِيم} المَاء الْحَار
{أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر يَا مُحَمَّد فِي الْقُرْآن {أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَات} من الْخلق {وَمَن فِي الأَرْض} من الْمُؤمنِينَ {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وَالْجِبَال وَالشَّجر والدوآب} كل هَؤُلَاءِ يَسْجُدُونَ لله {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاس} وَجَبت لَهُم الْجنَّة وهم الْمُؤْمِنُونَ {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَاب} وَجب عَلَيْهِم عَذَاب النَّار وهم الْكَافِرُونَ {وَمَن يُهِنِ الله} بالشقاوة {فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} بالسعادة وَيُقَال وَمن يهن الله بالنكرة فَمَا لَهُ من مكرم بالمعرفة {إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} بخلقه من الشقاوة والسعادة والمعرفة والنكرة