responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
{لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ} إِلَى نَبِيكُم {كِتَاباً} جِبْرِيل بِكِتَاب {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} شرفكم وعزكم إِن آمنتم بِهِ {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أَفلا تصدقُونَ بشرفكم وعزكم

{لَو أردنَا أَن نتَّخذ لهوا} بَنَات وَيُقَال زَوْجَة وَيُقَال ولدا {لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ}

{وَمَا خَلَقْنَا السمآء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا} من الْخلق {لاعبين} لَا هَين بِلَا أَمر وَلَا نهي ثمَّ نزل فِي قَوْلهم الْمَلَائِكَة بَنَات الله

{فَمَا زَالَت تِلْكَ} الويل {دَعْوَاهُمْ} قَوْلهم {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً} كحصيد السَّيْف {خَامِدِينَ} ميتين لَا يتحركون هَذِه قصَّة أهل قَرْيَة نَحْو الْيمن يُقَال لَهَا حُضُور بعث الله إِلَيْهِم نَبيا فَقتلُوا ذَلِك النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسلط الله عَلَيْهِم بخْتنصر فَقَتلهُمْ وَلم يتْرك فيهم عينا تطرف

{قَالُوا} عِنْد الْقَتْل وَالْعَذَاب {يَا ويلنا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} بقتل نَبينَا

قَالَت لَهُم الْمَلَائِكَة {لاَ تَرْكُضُواْ} لَا تهزوا وَلَا تهربوا {وَارْجِعُوا إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ} أنعمتم {فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ} مَنَازِلكُمْ {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} لكَي تسألوا عَن الْإِيمَان وَيُقَال عَن قتل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام

{وَكَمْ قَصَمْنَا} أهلكنا {مِن قَرْيَةٍ} أهل قَرْيَة {كَانَتْ ظَالِمَةً} كَافِرَة مُشركَة أَهلهَا {وَأَنشَأْنَا} خلقنَا {بَعْدَهَا} بعد هلاكها {قَوْماً آخَرِينَ} فسكنوا دِيَارهمْ

{لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ} غافلة قُلُوبهم من أَمر الْآخِرَة {وأسروا النَّجْوَى} أخفوا التَّكْذِيب بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن فِيمَا بَينهم {الَّذين ظَلَمُواْ} هم الَّذين ظلمُوا أشركوا أَبُو جهل وَأَصْحَابه يَقُول بَعضهم لبَعض {هَل هَذَا} مَا هَذَا يعنون مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {إِلاَّ بَشَرٌ} آدَمِيّ {مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السحر} أفتصدقون بِالسحرِ وَالْكذب {وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} وَأَنْتُم تعلمُونَ بِأَنَّهُ سحر وَكذب

{فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ} رَأَوْا عذابنا لهلاكهم {إِذَا هُمْ مِّنْهَا} من بأسنا {يَرْكُضُونَ} يهزون وَيُقَال يهربون أَيْضا

{مِّن ذِكْرٍ} بِذكر يَعْنِي الْقُرْآن {مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ} بِآيَة بعد آيَة وَسورَة بعد سُورَة لَكَانَ إتْيَان جِبْرِيل وَقِرَاءَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستماعهم مُحدثا لَا الْقُرْآن {إِلاَّ استمعوه} إِلَّا اسْتمع أهل مَكَّة إِلَى قِرَاءَة مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {وهم يَلْعَبُونَ} يهزءون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن

{ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْد} أنجزنا وعد الْأَنْبِيَاء بالنجاة {فَأَنجَيْنَاهُمْ} يَعْنِي الْأَنْبِيَاء {وَمَن نَّشَآءُ} من آمن بالرسل {وَأَهْلَكْنَا المسرفين} الْمُشْركين

{قَالَ} لَهُم يَا مُحَمَّد {رَبِّي يَعْلَمُ القَوْل فِي السمآء وَالْأَرْض} أَي يعلم السِّرّ من القَوْل وَالْفِعْل من أهل السَّمَاء وَالْأَرْض {وَهُوَ السَّمِيع} لمقالة أبي جهل وَأَصْحَابه {الْعَلِيم} بهم وبعقوبتهم

{بَلْ قَالُوا} قَالَ بَعضهم {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} أباطيل أَحْلَام كَاذِبَة مَا أَتَانَا بِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {بَلِ افتراه} وَقَالَ بَعضهم بل اختلق مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسه {بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} وَقَالَ بَعضهم بل هُوَ شَاعِر بروايته {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ} بعلامة {كَمَآ أُرْسِلَ الْأَولونَ} من الرُّسُل بِالْآيَاتِ إِلَى قَومهمْ بِزَعْمِهِ

فَيَقُول الله {مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ} قبل قَوْمك يَا مُحَمَّد بِالْآيَاتِ {مِّن قَرْيَةٍ} من أهل قَرْيَة {أَهْلَكْنَاهَآ} عِنْد التَّكْذِيب بِالْآيَاتِ {أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ} أفقومك يُؤمنُونَ بِالْآيَاتِ بل لَا يُؤمنُونَ

{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ} من الرُّسُل {إِلاَّ رِجَالاً} من الْبشر مثلك {نوحي إِلَيْهِمْ} نرسل إِلَيْهِم الْمَلَائِكَة كَمَا أرسلنَا إِلَيْك {فاسألوا أَهْلَ الذّكر} أهل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل {إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ} أَن الله لم يُرْسل الرَّسُول إِلَّا من الْبشر

{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً} الْأَنْبِيَاء {لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَام} وَلَا يشربون الشَّرَاب {وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ} فِي الدُّنْيَا وَلَكِن كَانُوا يَأْكُلُون الطَّعَام وَيَشْرَبُونَ الشَّرَاب ويموتون نزلت فيهم حِين قَالُوا مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست