responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 254
{يَا يحيى} قَالَ الله ليحيى بعد مَا بلغ وَأدْركَ {خُذِ الْكتاب} اعْمَلْ بِمَا فِي الْكتاب التَّوْرَاة {بِقُوَّةٍ} بجد ومواظبة النَّفس {وَآتَيْنَاهُ} أعطيناه يَعْنِي يحيى {الحكم} الْفَهم وَالْعلم {صَبِيّاً} فِي صغره

{فاتخذت مِن دُونِهِم} فَأَرختْ من دون أَهلهَا {حِجَاباً} سترا لكَي تَغْتَسِل فِيهِ من الْحيض {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ} بعد مَا فرغت {رُوحَنَا} رَسُولنَا جِبْرِيل {فَتَمَثَّلَ لَهَا} فتشبه لَهَا {بَشَراً سَوِيّاً} فِي صُورَة شَاب لم ينقص

{قَالَتْ} مَرْيَم {إِنِّي أَعُوذُ} أمتنع {بالرحمن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} مُطيعًا للرحمن وَيُقَال التقي كَانَ اسْم رجل سوء فظنت أَنه هُوَ ذَلِك الرجل فَمن ذَلِك تعوذت مِنْهُ

{قَالَتْ} مَرْيَم لجبريل عَلَيْهِ السَّلَام {أَنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ} من أَيْن يكون لي ولد

{وَاذْكُر} يَا مُحَمَّد {فِي الْكتاب} فِي الْقُرْآن {مَرْيَمَ} خبر مَرْيَم {إِذِ انتبذت} انْفَرَدت وتنحت {من أَهلهَا مَكَانا شرقيا} مشرقة دَرَاهِم

{وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ} سَلامَة ومغفرة وسعادة منا على يحيى {يَوْمَ وُلِدَ} حِين ولد {وَيَوْمَ يَمُوتُ} حِين يَمُوت {وَيَوْمَ يُبْعَثُ} حِين يبْعَث من الْقَبْر {حَيا}

{وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ} لطيفاً بِوَالِديهِ {وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً} فِي دينه قتالاً فِي الْغَضَب {عَصِيّاً} عَاصِيا لرَبه

{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا} أعطيناه رَحْمَة من عندنَا لِأَبَوَيْهِ {وَزَكَاةً} صَدَقَة لَهما وَيُقَال صلاحا فِي دينه {وَكَانَ تَقِيّاً} مُطيعًا لرَبه

يَقُول لم أكن عنْدك بدعائي يَا رب خائبا

{قَالَ} لَهَا جِبْرِيل {إنمآ أَنا رَسُول رَبك لأَهَبَ لَكِ} لكَي يهب الله لَك {غُلاَماً زَكِيّاً} ولدا صَالحا

{وَإِنِّي خِفْتُ الموَالِي} يَعْنِي الْوَرَثَة {مِن وَرَآئِي} أَن لَا يكون من بعدِي وَارِث يَرث حبورتي ومكاني وَيُقَال قلت ورثتي إِن قَرَأت بِنصب الْخَاء وَكسر الْفَاء {وَكَانَتِ امْرَأَتي} صَارَت امْرَأَتي حنة أُخْت أم مَرْيَم بنت عمرَان بن ماثان {عَاقِراً} عقيماً من الْوَلَد {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ} من عنْدك {وَلِيّاً} ولدا

{يَرِثُنِي} يَرث حبورتي ومكاني {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} إِن كَانَ لَهُم حبورة وَملك وَكَانَ آل يَعْقُوب أخوال يحيى {واجعله رَبِّ رَضِيّاً} مرضيا صَالحا

فناداه جِبْرِيل فَقَالَ {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ} بِولد {اسْمه يحيى} يُسمى يحيى باحيائه رحم أمه {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} أَي لم نجْعَل لزكريا من قبل يحيى سمياً ولدا يُسمى يحيى وَيُقَال لم يكن قبل يحيى أحد يُسمى يحيى

{قَالَ} زَكَرِيَّا لجبريل {رَبِّ} يَا رب وسيدي {أَنى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ} من أَيْن يكون لي ولد {وَكَانَتِ امْرَأَتي} صَارَت امْرَأَتي {عَاقِراً} عقيماً من الْوَلَد {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكبر عِتِيّاً} يبوساً وَيُقَال سني اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة إِن قَرَأت بِكَسْر الْعين

{قَالَ} لَهُ جِبْرِيل {كَذَلِك} هَكَذَا كَمَا قلت لَك {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أَي خلقه هُوَ عَليّ هَين {وَقَدْ خَلَقْتُكَ} وَقد جعلتك يَا زَكَرِيَّا {مِن قَبْلُ} من قبل يحيى {وَلَمْ تَكُ شَيْئاً}

{قَالَ رَبِّ} يَا رب {اجْعَل لي آيَةً} عَلامَة إِذا حبلت امْرَأَتي {قَالَ آيَتُكَ} علامتك {أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاس} لَا تقدر أَن تكلم النَّاس {ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} صَحِيحا بِلَا خرس وَلَا مرض

{فَخَرَجَ على قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَاب} من الْمَسْجِد {فَأوحى إِلَيْهِمْ} فَأَشَارَ إِلَيْهِم وَيُقَال كتب لَهُم على الأَرْض {أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً} صلوا لَهُ غدْوَة وَعَشِيَّة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست