responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 248
{وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة} الَّذين كَانُوا فِي الأَرْض {اسجدوا لآدَم} سَجْدَة التَّحِيَّة {فسجدوا إِلَّا إِبْلِيس} رئيسهم {كَانَ مِنَ الْجِنّ} من قَبيلَة الْجِنّ {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} فتعظم وتمرد عَن طَاعَة ربه وأبى عَن السُّجُود لآدَم {أَفَتَتَّخِذُونَهُ} تعبدونه {وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ} أَرْبَابًا {مِن دُونِي} من دون الله {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} ظَاهر الْعَدَاوَة {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ} الْمُشْركين مني {بَدَلاً} فِي الطَّاعَة وَيُقَال بئس مَا استبدلوا عبَادَة الله بِعبَادة الشَّيْطَان وَيُقَال ولَايَة الله بِولَايَة الشَّيْطَان

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجبَال} عَن وَجه الأَرْض {وَتَرَى الأَرْض بَارِزَةً} خَارِجَة من تَحت الْجبَال وَيُقَال ظَاهِرَة {وَحَشَرْنَاهُمْ} للبعث {فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} فَلَا نَتْرُك مِنْهُم أحدا

{وَيَوْمَ} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {يَقُولُ} لعبدة الْأَوْثَان {نَادُواْ شُرَكَآئِيَ الَّذين} يَعْنِي آلِهَتكُم {زَعَمْتُمْ} عَبدْتُمْ وقلتم إِنَّهُم شركائي حَتَّى يمنعوكم من عَذَابي {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ} فَلم يجيبوا لَهُم {وَجَعَلنَا بَينهم} بَين العابد والمعبود {مَّوْبِقاً} وَاديا فِي النَّار وَجَعَلنَا مَا بَينهم من الْوَصْل والود فِي الدُّنْيَا موبقاً مهْلكا فِي الْآخِرَة

{مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ} يَعْنِي الْمَلَائِكَة وَالشَّيَاطِين {خَلْقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض} حِين خلقهما {وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} حِين خلقتهمْ وَيُقَال مَا استعنت من الْمَلَائِكَة وَالشَّيَاطِين فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَا فِي خلق أنفسهم {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين} الْكَافرين الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَعَبدَة الْأَوْثَان {عضدا} عونا

أَي يَوْم الْقِيَامَة الْملك وَالسُّلْطَان لله {الْحق} الْعدْل {هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً} خير من أثاب {وَخَيْرٌ عُقْباً} من أعقب

ثمَّ ذكر مَا فِيهَا من الزهرة فَقَالَ {المَال والبنون زِينَةُ الْحَيَاة الدُّنْيَا} زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا لَا تبقى كَمَا لَا يبْقى الهشيم {والباقيات الصَّالِحَات} الصَّلَوَات الْخمس وَيُقَال الْبَاقِيَات مَا يبْقى ثَوَابه والصالحات سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً} جَزَاء {وَخَيْرٌ أَمَلاً} خير مَا يَرْجُو بِهِ الْعباد من أَعْمَالهم الصَّلَاة

{وَاضْرِبْ لَهُم} بَين لأهل مَكَّة {مَّثَلَ الْحَيَاة الدُّنْيَا} فِي بَقَائِهَا وفنائها {كَمَآءٍ} كمطر {أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأَرْض} فاختلط المَاء بنبات الأَرْض {فَأَصْبَحَ هَشِيماً} فَصَارَ يَابسا {تَذْرُوهُ الرِّيَاح} ذرته الرّيح وَلم يبْق مِنْهُ شَيْء كَذَلِك الدُّنْيَا تذْهب وَلَا يبْقى مِنْهَا شَيْء كَمَا لَا يبْقى من الهشيم شَيْء {وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ} من فنَاء الدُّنْيَا وَبَقَاء الْآخِرَة {مُّقْتَدِراً} قَادِرًا

{وَوُضِعَ الْكتاب} فِي الْأَيْمَان وَالشَّمَائِل وتطايرت الْكتب إِلَى أَيدي الْخلق مثل الثَّلج {فَتَرَى الْمُجْرمين} الْمُشْركين وَالْمُنَافِقِينَ {مُشْفِقِينَ} خَائِفين {مِمَّا فِيهِ} فِي الْكتاب {وَيَقُولُونَ يَا ويلتنا مَا لهَذَا الْكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً} من أَعمالنَا {وَلاَ كَبِيرَة} وَيُقَال الصَّغِير التبسم والكبيرة القهقهة {إِلاَّ أَحْصَاهَا} حفظهَا وكتبها {وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ} من خير وَشر {حَاضِراً} مَكْتُوبًا {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} لَا ينقص من حَسَنَات أحد وَلَا يُزَاد على سيئات أحد وَيُقَال لَا ينقص من حَسَنَة مُؤمن وَلَا يتْرك من سَيِّئَة كَافِر

{وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ} سبقوا إِلَى رَبك {صَفَّاً} جَمِيعًا فَيَقُول الله لَهُم {لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} بِلَا مَال وَلَا ولد {بَلْ زَعَمْتُمْ} قُلْتُمْ فِي الدُّنْيَا {أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً} أَََجَلًا للبعث

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست