responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 227
{وَالله فضل بَعْضكُم على بعض فِي الرزق} نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل نَجْرَان حِين قَالُوا الْمَسِيح ابْن الله فَنزل قَوْله {وَالله فضل بَعْضكُم على بعض فِي الرزق} فِي المَال والخدم {فَمَا الَّذين فُضِّلُواْ} بِالْمَالِ والخدم {بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ} هَل يُعْطون مَالهم {على مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} لعبيدهم وإمائهم {فَهُمْ} يَعْنِي الْمَالِك والمملوك {فِيهِ} فِي المَال {سَوَآءٌ} شرع قَالُوا لَا نَفْعل ذَلِك وَلَا نرضى فَقَالَ الله {أفبنعمة الله يجحدون} أفترضون لي مَالا ترْضونَ لأنفسكم وتكفرون بوحدانية الله

ثمَّ ضرب مثله وَمثل الْأَصْنَام فَقَالَ {وَضَرَبَ الله مَثَلاً} بَين الله صفة {رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ} أخرس {لاَ يَقْدِرُ على شَيْءٍ} من الْكَلَام وَهُوَ الصَّنَم {وَهُوَ كَلٌّ} ثقل {على مَوْلاهُ} على وليه وقرابته عِيَال على عائله

ثمَّ ضرب مثل الْمُؤمن وَالْكَافِر فَقَالَ {ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً} بَين الله صفة عبد مَمْلُوك {لاَّ يَقْدِرُ على شَيْءٍ} من النَّفَقَة وَالْإِحْسَان وَهُوَ مثل الْكَافِر لَا يَجِيء مِنْهُ خير {وَمَن رَّزَقْنَاهُ} أعطيناه {مِنَّا رِزْقاً حَسَناً} مَالا كثيرا {فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً} فِيمَا بَينه وَبَين الله {وَجَهْراً} فِيمَا بَينه وَبَين النَّاس فِي سَبِيل الله وَهَذَا مثل الْمُؤمن المخلص {هَلْ يَسْتَوُونَ} فِي الثَّوَاب وَالطَّاعَة {الْحَمد لِلَّهِ} الشُّكْر لله والوحدانية لله {بَلْ أَكْثَرُهُمْ} كلهم {لاَ يَعْلَمُونَ} أَمْثَال الْقُرْآن وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي عُثْمَان بن عَفَّان وَرجل من الْعَرَب يُقَال لَهُ أَبُو الْعيص بن أُميَّة

{فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الْأَمْثَال} فَلَا تصفوا لله ولدا وَلَا شَرِيكا وَلَا شَبِيها {إِنَّ الله يَعْلَمُ} أَن لَا ولد وَلَا شريك لَهُ {وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ذَلِك يَا معشر الْكفَّار

{وَالله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} آدَمِيًّا مثلكُمْ {أَزْوَاجاً} نسَاء {وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم} من نِسَائِكُم {بَنِينَ وَحَفَدَةً} يَعْنِي ولد الْوَلَد وَيُقَال خدما وعبيدا وَيُقَال أختاناً {وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَات} جعل أرزاقكم أَلين وَأطيب من رزق الدَّوَابّ {أفبالباطل يُؤْمِنُونَ} أفبالشيطان والأصنام يُؤمنُونَ ويصدقون {وبنعمة الله} بوحدانية الله وَدينه {هُمْ يَكْفُرُونَ}

{وَالله خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} يقبض أرواحكم عِنْد انْقِضَاء آجالكم {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمر} أَسْفَل الْعُمر {لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ} حَتَّى لَا يفقه {بَعْدَ عِلْمٍ} الْعلم الأول {شَيْئاً إِنَّ الله عَلِيمٌ} بتحويل الْخلق {قَدِيرٌ} على تحويلهم من حَال إِلَى حَال

{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثمرات} من ألوان كل الثمرات {فاسلكي سُبُلَ رَبِّكِ} فادخلي طرق رَبك {ذُلُلاً} مذللاً مسخراً لَك {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا} من بطُون النَّحْل {شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} الْأَحْمَر والأصفر والأبيض {فِيهِ} فِي الْعَسَل {شِفَآءٌ لِلنَّاسِ} من الدَّاء وَيُقَال فِيهِ فِي الْقُرْآن شِفَاء بَيَان للنَّاس {إِنَّ فِي ذَلِك} فِيمَا ذكرت {لآيَةً} لعلامة وعبرة {لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فِيمَا خلقت

{أَنِ اتخذي مِنَ الْجبَال بُيُوتاً} فِي الْجبَال مسكنا {وَمِنَ الشّجر} وَفِي الشّجر أَيْضا {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يبنون

{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَمْلِكُ} مَا لَا يقدر {لَهُمْ} يَعْنِي الْأَصْنَام {رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَات} بالمطر {وَالْأَرْض} بالنبات {شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} لَا يقدرُونَ على ذَلِك

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست