responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} فِي هلاكهم {لآيَةً} لعبرة {للْمُؤْمِنين}

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} يَقُول أظهر أَمرك بِمَكَّة {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْركين}

{كَمَآ أَنْزَلْنَا} يَوْم بدر {عَلَى المقتسمين} أَصْحَاب الْعقبَة وَهُوَ أَبُو جهل ابْن هِشَام والوليد ابْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان وَعتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة وَسَائِر أَصْحَابهم الَّذين قتلوا يَوْم بدر

{الَّذين جَعَلُواْ الْقُرْآن عِضِينَ} قَالُوا فِي الْقُرْآن أقاويل مُخْتَلفَة قَالَ بَعضهم سحر وَقَالَ بَعضهم شعر وَقَالَ بَعضهم كهَانَة وَقَالَ بَعضهم أساطير الْأَوَّلين وَقَالَ بَعضهم كذب يختلقه من تِلْقَاء نَفسه

{فوربك} يَا مُحَمَّد أقسم بِنَفسِهِ {لنسألنهم} يَوْم الْقِيَامَة {أَجْمَعِينَ}

{عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} يَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا وَيُقَال عَن تَركهم لَا إِلَه إِلَّا الله

{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} رفعنَا عَنْك مُؤنَة الْمُسْتَهْزِئِينَ

{الَّذين يَجْعَلُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ} يَقُولُونَ مَعَ الله آلِهَة شَتَّى {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} مَاذَا يفعل بهم فأهلكهم الله فِي يَوْم وَلَيْلَة كل وَاحِد مِنْهُم بِعَذَاب غير عَذَاب صَاحبه وَكَانُوا خَمْسَة مِنْهُم الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي لدغه شَيْء فَمَاتَ مَكَانَهُ أبعده الله وَمِنْهُم الْحَارِث بن قيس السَّهْمِي أكل حوتاً مالحاً وَيُقَال طرياً فَأَصَابَهُ الْعَطش فَشرب عَلَيْهِ المَاء حَتَّى انْشَقَّ بَطْنه فَمَاتَ مَكَانَهُ أتعسه الله وَمِنْهُم الْأسود بن الْمطلب ضرب جِبْرِيل رَأسه على شَجَرَة وَضرب وَجهه بالشوك حَتَّى مَاتَ نكسه الله وَمِنْهُم الْأسود بن عبد يَغُوث خرج فِي يَوْم شَدِيد الْحر فَأَصَابَهُ السمُوم فاسود حَتَّى عَاد حَبَشِيًّا فَرجع إِلَى بَيته فَلم يفتحوا لَهُ الْبَاب فنطح رَأسه بِبَابِهِ حَتَّى مَاتَ خذله الله وَمِنْهُم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي أصَاب أكحله نبل فَمَاتَ من ذَلِك طرده الله وَكلهمْ كَانُوا يَقُولُونَ قتلني رب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ} يَا مُحَمَّد {بِمَا يَقُولُونَ} من التَّكْذِيب وبأنك شَاعِر وساحر وَكَذَّاب وكاهن

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} فصل بِأَمْر رَبك {وَكُنْ مِّنَ الساجدين} مَعَ الساجدين وَيُقَال مَعَ المطيعين

{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النذير الْمُبين} الرَّسُول الْمخوف بلغَة تعرفونها من عَذَاب الله

{واعبد رَبَّكَ} اسْتَقِم على طَاعَة رَبك {حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين} يَعْنِي الْمَوْت وَهُوَ الموقن

{وَآتَيْنَاهُمْ} أعطيناهم {آيَاتِنَا} النَّاقة وَغَيرهَا {فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ} مكذبين بهَا

{لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} لَا تنظرن بالرغبة {إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ} أعطينا من الْأَمْوَال {أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ} رجَالًا من بني قُرَيْظَة وَالنضير وَيُقَال من قُرَيْش لِأَن مَا أكرمناك بِهِ من النُّبُوَّة وَالْإِسْلَام وَالْقُرْآن أعظم مِمَّا أعطيناهم من الْأَمْوَال {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} على هلاكهم إِن لم يُؤمنُوا {واخفض جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} لين جَانِبك للْمُؤْمِنين يَقُول كن رحِيما عَلَيْهِم

{وَإِن كَانَ} يَعْنِي وَقد كَانَ {أَصْحَابُ الأيكة} يَعْنِي أَصْحَاب الغيضة والأيكة الشّجر وهم قوم شُعَيْب {لَظَالِمِينَ} لمشركين

{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحجر} قوم صَالح {الْمُرْسلين} صَالحا وَجُمْلَة الْمُرْسلين

{وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجبَال} فِي الْجبَال {بُيُوتاً آمِنِينَ} من أَن تقع عَلَيْهِم وَيُقَال آمِنين من الْعَذَاب

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَة} بِالْعَذَابِ {مُصْبِحِينَ} عِنْد الصَّباح

{فَمَآ أغْنى عَنْهُم} من عَذَاب الله {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يَقُولُونَ ويعملون ويعبدون من دون الله

{وَمَا خلقنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بينهمآ} من الْخلق والعجائب {إِلاَّ بِالْحَقِّ} لبَيَان الْحق وَالْبَاطِل وَالْحجّة عَلَيْهِم {وَإِنَّ السَّاعَة لآتِيَةٌ} لكائنة {فاصفح الصفح الْجَمِيل} أعرض عَنْهُم إعْرَاضًا جميلاً بِلَا فحش وَلَا جزع وَهِي مَنْسُوخَة بِآيَة الْقِتَال

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخلاق} الْبَاعِث لمن آمن بِهِ وَلمن لم يُؤمن بِهِ {الْعَلِيم} بثوابهم وعقابهم

{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني} يَقُول أكرمناك بِسبع آيَات من الْقُرْآن تثني فِي كل رَكْعَة وسجدتين وَهِي فَاتِحَة الْكتاب وَيُقَال أكرمناك بأسباع الْقُرْآن لِأَن الْقُرْآن كُله مثان أَمر وَنهي ووعد ووعيد وحلال وَحرَام وناسخ ومنسوخ وَحَقِيقَة ومجاز ومحكم ومتشابه وَخبر مَا كَانَ وَمَا يكون ومدحة لقوم ومذمة لقوم {وَالْقُرْآن الْعَظِيم} يَقُول وأكرمناك بِالْقُرْآنِ الْعَظِيم الْكَرِيم الشريف كَمَا أنزلنَا التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل على المقتسمين الْيَهُود وَالنَّصَارَى

{فانتقمنا مِنْهُمْ} فِي الدُّنْيَا بِالْعَذَابِ {وَإِنَّهُمَا} يَعْنِي قريات لوط وَشُعَيْب {لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} لبطريق وَاضح يَمرونَ عَلَيْهَا

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست