responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
{وَأدْخل الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {جنَّات} بساتين {تجْرِي من تحتهَا} من تَحت شَجَرهَا ومساكنها {الْأَنْهَار} أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن {خَالِدِينَ فِيهَا} مقيمين فِيهَا {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} بِأَمْر رَبهم {تَحِيَّتُهُمْ} كرامتهم {فِيهَا} فِي الْجنَّة {سَلاَمٌ} يسلم بَعضهم على بعض إِذا تلاقوا

{يثبت الله الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَيُقَال آمنُوا يَوْم الْمِيثَاق بِطيبَة الْأَنْفس وهم أهل السَّعَادَة {بالْقَوْل الثَّابِت} شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله {فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} لكَي لَا يرجِعوا عَنْهَا {وَفِي الْآخِرَة} يَعْنِي فِي الْقَبْر إِذا سُئِلَ عَنْهَا {وَيُضِلُّ الله} يصرف الله {الظَّالِمين} الْمُشْركين عَن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله فِي الدُّنْيَا لكَي لَا يَقُولُوا بِطيبَة النَّفس وَلَا فِي الْقَبْر وَلَا إِذا أخرجُوا من الْقُبُور وهم أهل الشقاوة {وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَآءُ}

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} وَهُوَ الشّرك بِاللَّه {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} وَهُوَ الْمُشرك يَقُول الشّرك مَذْمُوم لَيْسَ لَهُ مِدْحَة كَمَا أَن الْمُشرك مَذْمُوم لَيْسَ لَهُ مِدْحَة وَيُقَال كشجرة خبيثة وَهِي الحنظلة لَيْسَ لَهَا مَنْفَعَة وَلَا حلاوة فَكَذَلِك الشّرك لَيْسَ فِيهِ مَنْفَعَة وَلَا مِدْحَة {اجتثت} اقتلعت {مِن فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} من ثبات على وَجه الأَرْض كَذَلِك الْمُشرك لَيْسَ لَهُ حجَّة يَأْخُذ بهَا كَمَا أَن لَيْسَ لشَجَرَة الحنظلة أصل تثبت عَلَيْهِ وَلَا يقبل مَعَ الشّرك عمل

{أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر يَا مُحَمَّد {كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً} يَقُول كَيفَ بَين الله صفة كلمة طيبَة وَهِي لَا إِلَه إِلَّا الله {كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ} وَهِي الْمُؤمن {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} يَقُول قلب الْمُؤمن المخلص ثَابت بِلَا إِلَه إِلَّا الله {وَفَرْعُهَا فِي السمآء} يَقُول بهَا يقبل عمل الْمُؤمن المخلص

{وَقَالَ الشَّيْطَان} يَقُول الشَّيْطَان وَهُوَ إِبْلِيس {لَمَّا قضي الْأَمر} أَدخل أهل الْجنَّة وَأهل النَّار النَّار فَيَقُول لأهل النَّار فِي النَّار {إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحق} أَن الْجنَّة وَالنَّار والبعث والحساب وَالْمِيزَان والصراط حق {وَوَعَدتُّكُمْ} أَن لَا جنَّة وَلَا نَار وَلَا بعث وَلَا حِسَاب وَلَا ميزَان وَلَا صِرَاط {فَأَخْلَفْتُكُمْ} كذبت لكم {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ} من حجَّة وَعذر ومقدرة {إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ} إِلَى طَاعَتي {فاستجبتم لِي} طَاعَتي {فَلاَ تَلُومُونِي} فِي دَعْوَتِي لكم {ولوموا أَنفُسَكُمْ} بإجابتكم إيَّايَ {مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ} بمغيثكم ومنجيكم من النَّار {وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} بمغيثي ومنجي من النَّار {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ} بِالَّذِي أشركتموني بِهِ {مِن قَبْلُ} من قبل أَن أشركتموني بِهِ وَيُقَال إِنِّي كفرت الْيَوْم بِمَا أشركتموني يَقُول تبرأت مِنْكُم وَمن دينكُمْ وإجابتكم من قبل هَذَا من قبل فِي الدُّنْيَا {إِنَّ الظَّالِمين} الْكَافرين {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم

مُطِيعِينَ فِيمَا أمرتمونا {فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ} حاملون {عَنَّا مِنْ عَذَابِ الله مِن شَيْءٍ} شَيْئا من عَذَاب الله {قَالُواْ} يَعْنِي القادة {لَوْ هَدَانَا الله} لدينِهِ {لَهَدَيْنَاكُمْ} لدعوناكم إِلَى دينه {سَوَآءٌ عَلَيْنَآ} الْعَذَاب {أَجَزِعْنَآ} أصحنا وتضرعنا {أَمْ صَبَرْنَا} سكتنا {مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} من مغيث وملجأ

{تؤتي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} يَقُول يعْمل الْمُؤمن المخلص كل حِين طَاعَة لله وَخيرا {بِإِذْنِ رَبِّهَا} يَقُول بِأَمْر رَبهَا وَيُقَال صفة كلمة طيبَة فِي النَّفْع والمدحة كشجرة طيبَة وَهِي النَّخْلَة شَجَرَة طيبَة ثَمَرهَا كَذَلِك الْمُؤمن أَصْلهَا ثَابت يَقُول أصل الشَّجَرَة ثَابت فِي الأَرْض بعروقها فَكَذَلِك الْمُؤمن ثَابت بِالْحجَّةِ والبرهان وفرعها فِي السَّمَاء يَقُول أَغْصَان النَّخْلَة ترفع نَحْو السَّمَاء وَكَذَلِكَ عمل الْمُؤمن المخلص يُوقع إِلَى السَّمَاء تؤتي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ يَقُول تخرج ثَمَرهَا كل سِتَّة أشهر بِإِذن رَبهَا بِإِرَادَة رَبهَا فَكَذَلِك الْمُؤمن المخلص يعْمل كل حِين طَاعَة وَخير بِأَمْر ربه {وَيَضْرِبُ الله الْأَمْثَال} هَكَذَا يبيّن الله الْأَمْثَال صفة توحيده {لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} لكَي يتعظوا وَيرغبُوا فِي توحيده فِي قَول الله جلّ ذكره

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست