{الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَآءُ} قَالَ ابْن عَبَّاس وَإِن من عباده عباداً لَا يصلح لَهُم إِلَّا الْبسط وَلَو صرفُوا إِلَى غَيره لَكَانَ شرا لَهُم وَإِن من عباده عباداً لَا يصلح لَهُم إِلَّا التقتير وَلَو صرفُوا إِلَى غَيره لَكَانَ شرا لَهُم أَي يُوسع المَال على من يَشَاء فِي الدُّنْيَا وَهُوَ مكرمته {وَيَقَدِرُ} يقتر على من يَشَاء وَهُوَ نظر مِنْهُ {وفرحوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} رَضوا بِمَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا من النَّعيم وَالسُّرُور {وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا} مَا فِي الْحَيَاة من النَّعيم وَالسُّرُور {فِي الْآخِرَة} عِنْد نعيم الْآخِرَة فِي الْبَقَاء {إِلاَّ مَتَاعٌ} إِلَّا شَيْء قَلِيل كمتاع الْبَيْت مثل السكرجة والقدح وَالْقدر وَغير ذَلِك
{وَالَّذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله} يتركون فَرَائض الله {مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ} تغليظه وتشديده وتأكيده {وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ} من الْأَرْحَام وَالْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْض} بالْكفْر والشرك وَالدُّعَاء إِلَى غير عبَادَة الله {أُولَئِكَ} أهل هَذِه الصّفة {لَهُمُ اللَّعْنَة} السخطة فِي الدُّنْيَا {وَلَهُمْ سوء الدَّار} يَعْنِي النَّار فِي الْآخِرَة
{يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ} من وحد {مِنْ آبَائِهِمْ} يدْخلُونَهَا أَيْضا {وَأَزْوَاجِهِمْ} من وحد من أَزوَاجهم يدْخلُونَهَا أَيْضا {وَذُرِّيَّاتِهِمْ} من وحد من ذرياتهم يدْخلُونَ أَيْضا جنَّات عدن {وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ} يُقَال لكل وَاحِد مِنْهُم خيمة من در مجوفة لَهَا أَرْبَعَة آلَاف بَاب لكل بَاب مصراع يدْخل عَلَيْهِم من كل بَاب ملك
يَقُولُونَ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ} هَذِه الْجنَّة بِمَا صَبَرْتُمْ على أَمر الله والمرازي {فَنِعْمَ عُقبى الدَّار} نعم الْجنَّة لكم
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 208