responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
ثمَّ علمهمْ يُوسُف كَيفَ يصنعون {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ} المخصبة {دَأَباً} دَائِما كل عَام {فَمَا حَصَدتُّمْ} من الزَّرْع {فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ} فِي كوافره وَلَا تدوسوه لِأَنَّهُ أبقى لَهُ {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} يَقُول بِقدر مَا تَأْكُلُونَ

{قَالَ} لَهُنَّ الْملك {مَا خَطْبُكُنَّ} مَا شأنكن وَمَا حالكن {إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} معَاذ الله {مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ} مَا رَأينَا مِنْهُ {من سوء} من قَبِيح {قَالَت امْرَأَة الْعَزِيز الْآن حَصْحَصَ الْحق} الْآن تبين الْحق ليوسف وَيُقَال الْآن خبر الصدْق {أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ} أَنا دَعوته إِلَى نَفسِي {وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقين} فِي قَوْله إِنَّه لم يراودني

{وَقَالَ الْملك ائْتُونِي بِهِ} بِيُوسُف {فَلَمَّا جَآءَهُ الرَّسُول} وَهُوَ الساقي إِلَى يُوسُف فَقَالَ إِن الْملك يَدْعُوك {قَالَ} لَهُ يُوسُف {ارْجع إِلَى رَبِّكَ} إِلَى سيدك الْملك {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسْوَة} يَقُول قل للْملك حَتَّى يسْأَل عَن خبر النسْوَة {اللَّاتِي قَطَّعْنَ} خدشن وخمشن {أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي} سَيِّدي {بِكَيْدِهِنَّ} بمكرهن وصنيعهن {عَلِيمٌ} فَرجع الرَّسُول وَأخْبر الْملك فَجمع الْملك هَؤُلَاءِ النسْوَة كُلهنَّ وَكن أَربع نسْوَة امْرَأَة سَاقيه وَامْرَأَة صَاحب مطبخه وَامْرَأَة صَاحب دوابه وَامْرَأَة صَاحب سجنه وَامْرَأَة الْعَزِيز أَيْضا وَلم يكن فِي مصر أعظم مِنْهُنَّ دون الْملك

قَالَ يُوسُف {ذَلِك لِيَعْلَمَ} الْعَزِيز {أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ} فِي امْرَأَته {بِالْغَيْبِ} إِذا غَابَ عني

{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِك} من بعد السنين المخصبة {سَبْعٌ شِدَادٌ} سبع سِنِين قحطة {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} مَا رفعتم لَهُنَّ للسنين المجدبة فِي السنين المخصبة {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ} تحرزون

{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا} من السجْن وَالْقَتْل وَهُوَ الساقي {وادكر} تذكر يُوسُف {بَعْدَ أُمَّةٍ} سبع سِنِين وَيُقَال بعد النسْيَان إِن قَرَأت بِالْهَاءِ {أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} قَالَ للْملك أَنا أخْبرك بتعبير الرُّؤْيَا يَا أَيهَا الْمَلأ {فَأَرْسِلُونِ} إِلَى السجْن فَإِن فِيهِ رجلا وَوصف علمه وحلمه وإحسانه إِلَى أهل السجْن وَصدقه بِتَأْوِيل الرُّؤْيَا

{قَالُوا} يَعْنِي العارفين والكهنة والسحرة {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} هَذِه أباطيل أَحْلَام كَاذِبَة مُخْتَلفَة {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحلام} يَقُول بتعبير رُؤْيا الأحلام {بِعَالِمِينَ}

التوين على الْخضر وغلبن خضرتهن وَلم يستبن عَلَيْهِنَّ شَيْء {يَا أَيهَا الْمَلأ} يَعْنِي العرافين والسحرة والكهنة {أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ} فِي تَعْبِير رُؤْيَايَ {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تعبرون} تعلمُونَ

{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِك} من بعد السنين المجدبة {عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاس} أهل مصر بِالطَّعَامِ والمطر {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} الكروم والأدهان وَالزَّيْت فَرجع الرَّسُول وَأخْبر الْملك بذلك

فَأرْسلهُ فَجَاءَهُ فَقَالَ ليوسف يَا {يُوسُفُ أَيُّهَا الصّديق} الصَّادِق فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا الأولى {أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} خرجن من نهر {يَأْكُلُهُنَّ} يبتلعهن {سَبْعٌ عِجَافٌ} هزال هالكات {وَسَبْعِ سنبلات خضر وَأخر يابسات} التوين على الْخضر وغلبن خضرتهن {لعَلي أَرْجِعُ إِلَى النَّاس} إِلَى الْملك {لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} لكَي يعلمُوا رُؤْيا الْملك فَقَالَ يُوسُف نعم أما السَّبع بقرات السمان فهن سبع سِنِين مخصبة وَأما السَّبع سنبلات الْخضر فَهُوَ الخصب والرخص فِي السنين المخصبة وَأما السَّبع بقرات الهزال الهالكات فَهِيَ سبع سِنِين مُجْدِبَة وَأما السَّبع سنبلات اليابسات فَهُوَ الْقَحْط والغلاء فِي السنين المجدبة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست