تنوير المقباس من تفسير ابن عباس - الفيروز آبادي، مجد الدين

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 194

{قَالُوا} لأبيهم {يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا على يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} حافظون

{وجاؤوا على قَمِيصِهِ} لطخوا على قَمِيصه

{قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} ننتضل ونصطاد {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْد متاعنا} ليحفظ {فَأَكَلَهُ الذِّئْب} كَمَا قلت {وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ} بمصدق {لنا وَلَو كُنَّا} وَإِن كُنَّا {صَادِقين} فِي قَوْلنَا

{وجاؤوا أَبَاهُمْ} إِلَى أَبِيهِم {عِشَآءً} بعد الظّهْر {يَبْكُونَ} على يُوسُف

{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ} بعد مَا أذن لَهُم بذهابه {وَأَجْمعُوا أَن يَجْعَلُوهُ} يَقُول اجْتَمعُوا على أَن يطرحوه {فِي غَيَابَةِ الْجب} فِي أَسْفَل الْجب {وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ} إِلَى يُوسُف أرسلنَا إِلَيْهِ جِبْرِيل وَيُقَال ألهمه {لَتُنَبِّئَنَّهُمْ} لتخبرنهم يَا يُوسُف {بِأَمْرِهِمْ} بصنيعهم {هَذَا} بك {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} وهم لَا يعلمُونَ أَنَّك يُوسُف حَتَّى تخبرهم وَيُقَال لَا يعلمُونَ بوحينا إِلَى يُوسُف

{قَالُواْ} لأبيهم {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْب وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} عشرَة {إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ} لعاجزون وَيُقَال مغبونون بترك حُرْمَة الْوَالِد وَالْأَخ

{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ} يذهب وَيَجِيء وينشط {وَيَلْعَبْ} يَله {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} مشفقون

{قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ} من إخْوَة يُوسُف وَهُوَ يهوذا لإخوته {لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ} وَلَكِن اطرحوه {فِي غَيَابَةِ الْجب} فِي أَسْفَل الْجب وَيُقَال فِي ظلمته {يَلْتَقِطْهُ} يرفعهُ {بَعْضُ السيارة} مارى الطَّرِيق من الْمُسَافِرين {إِن كُنْتُم فاعلين} بِهِ أمرا ثمَّ جَاءُوا إِلَى أَبِيهِم

ثمَّ قَالَ بَعضهم لبَعض {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطرحوه أَرْضاً} فِي جب {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} يَقُول يقبل عَلَيْكُم أبوكم بِوَجْهِهِ {وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ} من بعد قَتله {قَوْماً صَالِحِينَ} تَائِبين من قَتله وَيُقَال صلحت حالكم مَعَ أبيكم

{إِذْ قَالُواْ} إخْوَة يُوسُف بَعضهم لبَعض {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ} بنيامين {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا} آثر عِنْده {مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} عشرَة {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} فِي خطأ بَين فِي حب يُوسُف واختياره علينا

{لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} فِي خبر يُوسُف {وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ} عبرات {لِّلسَّائِلِينَ} عَن خبرهم نزلت هَذِه الْآيَة فِي حبر من الْيَهُود

{وعَلى آلِ يَعْقُوبَ} بك وَيتم نعْمَته على أَوْلَاد يَعْقُوب بك {كَمَآ أَتَمَّهَآ} نعْمَته بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام {على أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ} من قبلك {إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ} بنعمته {حَكِيمٌ} بإتمامها وَيُقَال عليم برؤياك حَكِيم بِمَا يصيبك

{قَالَ} أبوهم {إِنِّي ليحزنني أَن تَذْهَبُواْ بِهِ} فَلَا أرَاهُ {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْب} لِأَنَّهُ رأى فِي مَنَامه أَن ذئباً يشْتَد عَلَيْهِ فَمن ذَلِك قَالَ وأخاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب {وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} باللعب وَيُقَال مشغولون بعملكم

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 194

صيغة PDF

شهادة

الفهرست