responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
ثمَّ أَمر الْخلق أَن يقتدوا بِهِ فَقَالَ {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت مَثَابَةً} مرجعاً {لِّلنَّاسِ} يثوبون إِلَيْهِ ويشتاقون إِلَيْهِ {وَأَمْناً} لمن دخل فِيهِ {وَاتَّخذُوا} يَا أمة مُحَمَّد {مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} قبْلَة {وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} أمرنَا إِبْرَاهِيم {وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ} من الْأَصْنَام {والعاكفين} المقيمين {والركع السُّجُود} لأهل الصَّلَوَات الْخمس من جملَة الْبلدَانِ

{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ}

{رَبَّنَا} يَا رَبنَا {وَابعث فِيهِمْ} فِي ذُرِّيَّة إِسْمَاعِيل {رَسُولا مِنْهُم} من نسبهم {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ} الْقُرْآن {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكتاب} الْقُرْآن {وَالْحكمَة} الْحَلَال وَالْحرَام {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم بِالتَّوْحِيدِ وَالزَّكَاة من الذُّنُوب {إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيز} بالنقمة لمن لَا يُجيب رَسُولك الَّذِي ترسله إِلَيْهِم {الْحَكِيم} فِي إرْسَال الرَّسُول فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَبعث فيهم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهن تِلْكَ الْكَلِمَات الَّتِي ابتلاه الله بهَا {فأتمهن} فَدَعَا بِهن

{رَبَّنَا} يَا رَبنَا {تَقَبَّلْ مِنَّآ} بناءنا بَيْتك {إِنَّك أَنْت السَّمِيع} لدعائنا {الْعَلِيم} الْإِجَابَة وَيُقَال الْعَلِيم بنياتنا لبنائنا بَيْتك {رَبَّنَا} يَا رَبنَا {واجعلنا مُسْلِمَيْنِ} مُطِيعِينَ مُخلصين {لَكَ} بِالتَّوْحِيدِ وَالْعِبَادَة {وَمِن ذريتنا أمة مسلمة} مطيعة مخلصة {لَّكَ} بِالتَّوْحِيدِ وَالْعِبَادَة {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} علمنَا سنَن حجنا {وَتُبْ عَلَيْنَآ} تجَاوز عَنَّا تقصيرنا {إِنَّكَ أَنتَ التواب} المتجاوز {الرَّحِيم} بِالْمُؤْمِنِينَ

احْفَظُوا منتي {الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} مننت على آبائكم بالنجاة من فِرْعَوْن وَقَومه وَغير ذَلِك {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} بِالْإِسْلَامِ {عَلَى الْعَالمين} عالمي زمانكم

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَل هَذَا بَلَداً آمِناً} من أَن يهاج فِيهِ {وارزق أَهْلَهُ مِنَ الثمرات} من ألوان الثمرات {مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت قَالَ الله {وَمَن كَفَرَ} أَيْضا {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً} فسأرزقه لَيْلًا فِي الدُّنْيَا {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} ألجؤه {إِلَى عَذَابِ النَّار وَبِئْسَ الْمصير} صَار إِلَيْهِ

ثمَّ ذكر منته على إِبْرَاهِيم خَلِيله فَقَالَ {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} أَي أمره بِعشر خِصَال خمس فِي الرَّأْس وَخمْس فِي الْجَسَد {فأتمهن} فَعمل بِهن وَيُقَال وَإِذا ابتلى إِبْرَاهِيم ربه بِكَلِمَات بكر كلمة دَعَا ربه بهَا فِي الْقُرْآن فأتمهن وَفِي بِهن وَيُقَال دَعَا بِهن ثمَّ قَالَ لَهُ {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} خَليفَة يقْتَدى بك قَالَ إِبْرَاهِيم {وَمِن ذريتي} أَي وَاجعَل من ذريتي أَيْضا إِمَامًا يقْتَدى بِهِ قَالَ الله {لاَ يَنَالُ عَهْدِي} أَي لَا ينَال عهدي إِلَيْك ووعدي إِلَيْك وكرمتي إِلَيْك ورحمتي {الظَّالِمين} من ذريتك وَيُقَال أَي لَا أجعَل إِمَامًا ظَالِما من ذريتك وَيُقَال لَا ينَال عهدي الظَّالِمين فِي الْآخِرَة وَأما فِي الدُّنْيَا فينالهم

{وَاتَّقوا يَوْماً} واخشوا عَذَاب يَوْم وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} لَا تَنْفَع نفس كَافِرَة عَن نفس كَافِرَة شَيْئا وَيُقَال نفس صَالِحَة عَن نفس صَالِحَة شَيْئا وَيُقَال وَالِد عَن وَلَده وَلَا مَوْلُود عَن وَالِده شَيْئا من عَذَاب الله {وَلاَ يقبل مِنْهَا عدل} نِدَاء {وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ} وَلَا يشفع لَهَا شَافِع ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل وَلَا عبد صَالح {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يمْنَعُونَ مِمَّا يُرَاد بهم

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِد مِنَ الْبَيْت} بنى إِبْرَاهِيم أساس الْبَيْت {وَإِسْمَاعِيلُ} يُعينهُ فَلَمَّا فرغا قَالَا

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست