responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} بِمَا لم يدْرك علمهمْ {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ} لم يَأْتهمْ {تَأْوِيلُهُ} عَاقِبَة مَا وعدهم فِي الْقُرْآن {كَذَلِكَ} كَمَا كَذبك قَوْمك بالكتب وَالرسل {كَذَّبَ الَّذين مِن قَبْلِهِمْ} بالكتب وَالرسل {فَانْظُر} يَا مُحَمَّد {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمين} كَيفَ صَار آخر أَمر الْمُشْركين المكذبين بالكتب وَالرسل من عبَادَة الله شَيْئا وَيُقَال وَهَذَا تَعْزِيَة من الله عز وَجل لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كي يصبر على أذاهم

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين {كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا} فِي الْقُبُور {إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَار يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} يعرف بَعضهم بَعْضًا فِي بعض المواطن وَلَا يعرف بَعضهم بَعْضًا فِي بعض المواطن {قَدْ خَسِرَ} غبن {الَّذين كَذَّبُواْ بلقاء الله}

{إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ النَّاس شَيْئاً} لَا ينقص من حسناتهم وَلَا يزِيد على سيئاتهم {وَلَكِن النَّاس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالْكفْر والشرك والمعاصي

{وَمِنهُمْ} من الْيَهُود وَيُقَال من الْمُشْركين {مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي} ترشد إِلَى الْهدى {الْعمي} من كَأَنَّهُ أعمى {وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} وَمَعَ ذَلِك لَا يُرِيدُونَ أَن يبصروا الْحق وَالْهدى

{وَمِنْهُمْ} من الْيَهُود {مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} إِلَى كلامك وحديثك وَيُقَال من مُشْركي الْعَرَب من يستمع إِلَى كلامك وحديثك {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ} يَا مُحَمَّد {الصم} من كَأَنَّهُ أَصمّ {وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ} وَمَعَ ذَلِك لَا يُرِيدُونَ أَن يعقلوا

{وَمِنهُمْ} من الْيَهُود {مَّن يُؤْمِنُ بِهِ} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن قبل مَوته {وَمِنْهُمْ} من الْيَهُود {مَّن لَا يُؤمن بِهِ} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَيَمُوت على الْكفْر {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين} باليهود بِمن يُؤمن وبمن لَا يُؤمن وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي الْمُشْركين

{أَمْ يَقُولُونَ} بل يَقُولُونَ كفار مَكَّة {افتراه} اختلق مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسه {قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ} مثل سُورَة الْقُرْآن {وَادعوا مَنِ اسْتَطَعْتُم} اسْتَعِينُوا على ذَلِك من عَبدْتُمْ {مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أَن مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يختلقه من تِلْقَاء نَفسه

{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآن} الَّذِي يقْرَأ عَلَيْكُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {أَن يفترى} أَن يختلق {مِن دُونِ الله وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} مُوَافق للتوراة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَسَائِر الْكتب بِالتَّوْحِيدِ وَصفَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته {وَتَفْصِيلَ الْكتاب} تبيان الْقُرْآن بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي {لاَ رَيْبَ فِيهِ} لَا شكّ فِيهِ {مِن رَّبِّ الْعَالمين} من سيد الْعَالمين

{وَمَا يَتَّبِعُ} يعبد {أَكْثَرُهُمْ} آلِهَة {إِلاَّ ظَنّاً} إِلَّا بِالظَّنِّ {إِنَّ الظَّن} عِبَادَتهم بِالظَّنِّ {لاَ يُغْنِي مِنَ الْحق} من عَذَاب الله {شَيْئاً إِنَّ الله عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} فِي الشّرك من عبَادَة الْأَوْثَان وَغير ذَلِك

{قُلِ الله يَهْدِي لِلْحَقِّ} وَالْهدى {أَفَمَن يهدي إِلَى الْحق} وَالْهدى {أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ} أَن يعبد ويطاع {أم من لاَّ يهدي} إِلَى الْحق وَالْهدى {إِلاَّ أَن يهدى} يحمل فَيذْهب بِهِ حَيْثُ يَشَاء {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} بئس مَا تقضون بِهِ لأنفسكم

{وَإِن كَذَّبُوكَ} يَا مُحَمَّد قَوْمك بِمَا تَقول لَهُم {فَقُل لِّي عَمَلِي} وديني {وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} ودينكم {أَنْتُم بريئون مِمَّا أعمل} وأدين {وَأَنا بَرِيء مِّمَّا تَعْمَلُونَ} وتدينون

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست