{مَا كَانَ} مَا جَازَ {لأَهْلِ الْمَدِينَة وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الْأَعْرَاب} من مزينة وجهينة وَأسلم {أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله} فِي الْغَزْوَة {وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} لَا يَكُونُوا على أنفسهم أشق من نفس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفسِهِم بِصُحْبَة أنفسهم عَن صُحْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجِهَاد {ذَلِك} الْخُرُوج {بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} عَطش فِي الذّهاب والمجيء {وَلاَ نَصَبٌ} وَلَا تَعب {وَلاَ مَخْمَصَةٌ} وَلَا مجاعَة {فِي سَبِيل الله} فِي الْجِهَاد {وَلَا يطؤون مَوْطِئاً} لَا يجوزون مَكَانا يظهرون عَلَيْهِم {يَغِيظُ الْكفَّار} بذلك {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً} قتلا وهزيمة {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} ثَوَاب عمل صَالح فِي الْجِهَاد {إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ} لَا يبطل {أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ثَوَاب الْمُؤمنِينَ فِي الْجِهَاد
{يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ} عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَغَيرهم من الْمُؤمنِينَ {اتَّقوا الله} أطِيعُوا الله فِيمَا أَمركُم {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقين} مَعَ أبي بكر وَعمر وأصحابهما فِي الْجُلُوس وَالْخُرُوج بِالْجِهَادِ
قُلُوبهم بِتَأْخِير التَّوْبَة {وظنوا} علمُوا وأيقنوا {أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ الله} أَن لَا نجاة لَهُم من الله {إِلاَّ إِلَيْهِ} إِلَّا بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ من تخلفهم عَن غَزْوَة تَبُوك {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} تجَاوز عَنْهُم وَعَفا عَنْهُم {ليتوبوا} لكَي يتوبوا من تخلفهم {إِنَّ الله هُوَ التواب} المتجاوز {الرَّحِيم} لمن تَابَ
{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {قَاتِلُواْ الَّذين يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكفَّار} من بني قُرَيْظَة وَالنضير وفدك وخيبر {وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ} مِنْكُم {غِلْظَةً} شدَّة {وَاعْلَمُوا} يَا معشر الْمُؤمنِينَ {أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ} معِين الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَصْحَابه بالنصرة على أعدائهم
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 168