responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
{وَآخَرُونَ} وَقوم آخَرُونَ من أهل الْمَدِينَة كَعْب بن مَالك ومرارة بن الرّبيع وهلال بن أُميَّة {مرجون لأمر الله} موقوفون محبوسون أنفسهم لأمر الله {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ} بتخلفهم عَن غَزْوَة تَبُوك {وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} يتَجَاوَز عَنْهُم بتخلفهم {وَالله عَلِيمٌ} بتوبتهم وتخلفهم {حَكِيمٌ} فِيمَا حكم عَلَيْهِم

{إِنَّ الله اشْترى مِنَ الْمُؤمنِينَ} المخلصين {أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجنَّة} بِالْجنَّةِ {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الله}

{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ} بَعْدَمَا هدمت {الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً} حسرة وندامة {فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} إِلَّا أَن يموتوا {وَالله عَلِيمٌ} ببنيانهم مَسْجِد الضرار وبنياتهم {حَكِيمٌ} فِيمَا حكم من هدم مَسْجِدهمْ وَحَرقه بعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد رُجُوعه من غَزْوَة تَبُوك عَامر بن قيس ووحشيا مولى مطعم ابْن عدي حَتَّى أحرقاه وَهَدَمَاهُ

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} بني أساسه {على تقوى مِنَ اللَّهِ} على طَاعَة الله وَذكره {وَرِضْوَانٍ} بنوا إِرَادَة رضوَان رَبهم وَهُوَ مَسْجِد قبَاء {خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} بني أساسه وَهُوَ مَسْجِد الشقاق {على شَفَا جُرُفٍ} على طرف هوي وَلَيْسَ لَهُ أصل {هَارٍ} غَار {فانهار بِهِ} فغاربه يَعْنِي بانيه {فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمين} لَا يغْفر لِلْمُنَافِقين وَلَا ينجيهم

{تُطَهِّرُهُمْ} من الذُّنُوب {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} تصلحهم بهَا {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} اسْتغْفر لَهُم وادع لَهُم {إِنَّ صَلاَتَكَ} استغفارك ودعاءك {سَكَنٌ لَّهُمْ} طمأنينة لقُلُوبِهِمْ بِأَن تقبل تَوْبَتهمْ {وَالله سَمِيعٌ} لمقالتهم خُذ منا أَمْوَالنَا {عَلِيمٌ} بتوبتهم ونيتهم

{وَالَّذين اتَّخذُوا} بنوا {مَسْجِداً} عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قُشَيْر وأصحابهم نَحْو سَبْعَة عشر رجلا {ضِرَاراً} مضرَّة للْمُؤْمِنين {وَكُفْراً} فِي قُلُوبهم ثباتاً على كفرهم يَعْنِي النِّفَاق {وَتَفْرِيقًا بَين الْمُؤمنِينَ} لكَي يصل طَائِفَة فِي مَسْجِدهمْ وَطَائِفَة فِي مَسْجِد الرَّسُول {وَإِرْصَاداً} انتظاراً {لِّمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ} لمن كفر بِاللَّه وَرَسُوله {مِن قَبْلُ} من قبلهم أَبُو عَامر الراهب الَّذِي سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسِقًا {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا} مَا أردنَا بِبِنَاء الْمَسْجِد {إِلاَّ الْحسنى} إِلَّا الْإِحْسَان إِلَى الْمُؤمنِينَ لكَي يُصَلِّي فِيهِ من فَاتَتْهُ صلَاته فِي مَسْجِد قبَاء {وَالله يَشْهَدُ} يعلم {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} فِي حلفهم

{وَقُلِ} لَهُم يَا مُحَمَّد {اعْمَلُوا} خيرا بعد التَّوْبَة {فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} وَيرى الله وَرَسُوله {والمؤمنون} وَيرى الْمُؤْمِنُونَ {وَسَتُرَدُّونَ} بعد الْمَوْت {إِلَى عَالِمِ الْغَيْب} مَا غَابَ عَن الْعباد وَيُقَال مَا يكون {وَالشَّهَادَة} مَا علمه الْعباد وَيُقَال مَا كَانَ {فينبئكم} يُخْبِركُمْ {بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} وتقولون من الْخَيْر وَالشَّر

{أَلَمْ يعلمُوا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَة عَنْ عِبَادِهِ} من عباده {وَيَأْخُذُ الصَّدقَات} وَيقبل الصَّدقَات {وَأَنَّ الله هُوَ التواب} المتجاوز {الرَّحِيم} لمن تَابَ

{لاَ تَقُمْ فِيهِ} لَا تصل فِي مَسْجِد الشقاق {أَبَداً لَّمَسْجِدٌ} وَهُوَ مَسْجِد قبَاء {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} بني على طَاعَة الله وَذكره {من أول يَوْم} دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَيُقَال أول مَسْجِد بني بِالْمَدِينَةِ {أَحَقُّ} أصوب {أَن تَقُومَ} تصلي {فِيهِ} فِي مَسْجِد قبَاء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} أَن يغسلوا أدبارهم بِالْمَاءِ {وَالله يُحِبُّ المطهرين} بِالْمَاءِ من الأدناس

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست